تقرير – عبد العزيز الشناوي وآيه عبده
تسارع القوات المسلحة المصرية خطاها لتعظيم منظومتها التسليحية وقدراتها القتالية بما يمكنها من مواجهة التحديات الإقليمية والمتغيرات الدولية وانعكاساتها على الأمن القومي المصري داخلياً، بما في ذلك تأمين الأهداف الحيوية والمشروعات التنموية العملاقة من التهديدات بصورها المختلفة من جانب، وحماية مصالحها الاستراتيجية وتحقيق الردع بمحيطها الإقليمي والدولي من جانب آخر.
واشتمل التطوير على تنظيم تشكيلات جديدة داخل القوات المسلحة، من بينها قوات التدخل السريع المحمولة جواً، وإعادة تجميع بعض التمركزات العسكرية في شكل قواعد عسكرية متكاملة تتوافر فيها كل الخدمات الإدارية والمعنوية للفرد المقاتل، وتتحد فيها مقومات التدريب والاستعداد والقدرة القتالية طبقا لأسس ومبادئ ومكونات معركة الأسلحة المشتركة الحديثة.
في إطار ذلك .. افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، السبت 22 يوليو 2017، القاعدة العسكرية الأكبر في إفريقيا والعالم والشرق الأوسط، والتي حملت، اسم اللواء محمد نجيب الرئيس الأول للجمهورية بعد ثورة 23 يوليو 1952.
وقام الرئيس السيسى، رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، بافتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية، وسط حضور عربى من أمراء الدول العربية وسفراء عدد من دول المنطقة والعالم، كما شهد حفل الافتتاح، تخريج دفعة جديدة من طلبة الكليات العسكرية، لأول مرة فى حفل واحد، وافتتاح 3 معسكرات فى عدد من المناطق والجيوش الميدانية، فى إطار خطة الدولة الاستراتيجية لدعم قدراتها العسكرية وتطوير أداء القوات المسلحة، ورحب الرئيس عبد الفتاح السيسى، بضيوف مصر الكرام، خلال افتتاحه قاعدة اللواء محمد نجيب العسكرية،قائلاً:”أن شباب مصر الذين نحتفل بهم اليوم هم فخر، وتواجدكم اليوم هو تأكيد على وحدة الصف، ودليل على ما يجمع بلادنا، وتعاون بناء لمواجهة التحديات، باسمى وباسم الشعب أوجه إليكم التحية”.
ووجه السيسي، التهنئة للخريجين الجدد من شباب مصر العظماء و من الدول العربية الشقيقة، والذين شاركوا أبناء مصر التدريب والاستعداد القتالى، قائلًا: نقف معنا جيمعًا اليوم لنقول للعالم أجمع أننا نتشارك للبناء وليس التدمير فى التعاون وليس التآمر، فى الحفاظ على السلام وليس بث الفرقة، قائلًا:” شعب مصر العظيم نحتفل غدًا بالذكرى الخامسة والستين لـ 23 يوليو هذا اليوم الخالد الذى استرد فيه المصريين حكم بلادهم، وبدأوا بعدها مسيرة طويلة.
وأشار الرئيس إلى أن افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية، كانت نتيجة جهد بنى على جهد آخر بدأه من سبقونا، متابعًا: “عاوز أقولكم، إن القاعدة جهد بنى على ما فعلوه من سبوقنا، إحنا مش بادئين من الصفر، ده فيه جهد طورناه وأضفنا عليه، احنا بنقول الكلام ده ليه؟، علشان نعطى كل ذى حق حقه”.
وتتميز قاعدة محمد نجيب، المتواجدة في مدينة الحمام بمرسى مطروح شمال غربي البلاد، بأنها قاعدة عسكرية متكاملة، تضم كافة أشكال الحياة العسكرية بأساليبها الحديثة.
ولبناء القاعدة، سطرت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وعلي مدار عامين ملحمة جديدة لإنشاء جميع مباني الوحدات المتمركزة بالقاعدة بإجمالي 1155 مبنى ومنشأة.
تبنت القوات المسلحة في إنشاء قاعدة محمد نجيب العسكرية، استراتيجية دقيقة لبناء قوة عسكرية تحقق الردع والقدرة على الدفاع عن أمن مصر القومي، فضلاً عن امتلاك المنظومات والخبرات الإنتاجية والإدارية والهندسية التي تمكنها من معاونة أجهزة الدولة في تنفيذ خطط وبرامج التنمية الشاملة في كل ربوع مصر.
تعد قاعدة محمد نجيب العسكرية إنجاز فريد كماً ونوعاً، والتى تم إنشاؤها فى إطار إستراتيجية التطوير والتحديث الشامل القوات المسلحة لتحل خلفاً للمدينة العسكرية بمنطقة الحمام التى تم إنشائها عام 1993، مع دعمها بوحدات إدارية وفنية جديدة وإعادة تمركز عدد من الوحدات التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية بداخلها بما يعزز من قدرتها على تأمين المناطق الحيوية بنطاق مسئوليتها، غرب مدينة الإسكندرية ومنطقة الساحل الشمالى والتى من بينها محطة الضبعة النووية وحقول البترول وميناء مرسى الحمراء ومدينة العلمين الجديدة وغيرها.
في إطار تحويل المدينة العسكرية القديمة إلى قاعدة متكاملة، جرى تطوير وتوسعة الطرق الخارجية والداخلية بالقاعدة بطول (72 كم)، منها وصلة الطريق الساحلي بطول (11,5 كم) وطريق البرقان بطول (12,5 كم) ووصلة العُميد بطول (14,6) كم، والباقى طرق داخل القاعدة بلغت (18 كم).
كما تم إنشاء أربع بوابات رئيسية، وثمان بوابات داخلية للوحدات، كما اشتملت الإنشاءات الجديدة، على إعادة تمركز فوجاً لنقل الدبابات يسع نحو (451) ناقلة حديثة لنقل الدبابات الثقيلة من منطقة العامرية، كذلك إعادة تمركز وحدات أخرى من منطقة كنج مريوط ليكتمل الكيان العسكرى داخل القاعدة.
ولتحقيق منظومة التدريب القتالي بالقاعدة، تم إنشاء (72) ميداناً متكاملاً، شمل مجمع لميادين التدريب التخصصي وميادين رماية الأسلحة الصغيرة، ومجمع ميادين الرماية التكتيكية الإلكترونية بإستخدام أحدث نظم ومقلدات الرماية، كذلك تطوير ورفع كفاءة وتوسعة منصة الإنزال البحرى بمنطقة العُميد.
وإمتد التطوير الإدارى بقاعدة محمد نجيب العسكرية، ليشمل إنشاء المدينة السكنية المخصصة للتدريبات المشتركة، منها (27) استراحة مخصصة لكبار القادة، و(14) عمارة مخصصة للضباط تم تجهيزها بأثاث فندقي، و(15) عمارة مماثلة لضباط الصف، مع رفع كفاءة وتطوير (2) مبنى مجهز لإيواء الجنود بطاقة (1000) فرد، صاحب ذلك تطوير القاعة المتعددة داخل القاعدة لتشمل ميس للضباط وآخر للدرجات الأخرى وقاعات للمحاضرات والتدريب، مع تطوير النادى الرئيسى للقاعدة وتجهيزه بحمام سباحة وصالة للمنازلات الرياضية، مزودة بأحدث التقنيات الرياضية والترفيهية.
كذلك تم إنشاء قرية رياضية تضم صالة رياضية مغطاة وملعب كرة قدم أوليمبي ونادي للضباط وآخر لضباط الصف، مجهزان بحمام سباحة و(6) ملاعب مفتوحة وملاعب لكرة السلة والطائرة واليد.
وإمتدت الإنشاءات الحديثة داخل القاعدة لتشمل قاعة للمؤتمرات متعددة الأغراض تسع (1600) فرد، ملحق بها مسرح مجهز بأحدث التقنيات ومركز للمباريات الحربية، ومعامل للغات والحواسب الآلية ومتحف للرئيس الراحل محمد نجيب، كذلك إنشاء مسجد يسع لأكثر من (2000) مصلي.
كما تم رفع كفاءة وتطوير مستشفى الحمام العسكرى لتكون بطاقة (50) سرير وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، وإنشاء معمل وعيادة طبية بيطرية، وتطوير وحدة إنتاج الخبز بالقاعدة لتصبح (6) خطوط تعمل بالغاز بدلاً من (4) خطوط قديمة تعمل بالسولار.