الأقصر – نرمين نجدى
إذا ذهبت للتسوق فى شارع السوق السياحى فى منتصف الأقصر، تجد رجلاً تخطى عامة الثمانين، والزمن سطر بخطوطه علي وجهه.
إنه العم “حساني محمد سعيد” من مواليد عام 1936، يبيع حلبة منذ 40 عاماً، يأتى من قرية الحلة التابعة لمركز قوص شرق محافظة قنا، ويسكن بجوار مصنع السكر، يقول العم حساني: “أستيقظ يومياً السادسة صباحاً، لأطحن الحلبة، الكيلو بجنيه، وأبيع الحلبة فى أكياس بجنيه ونصف، و3 جنيه ، وخمسة جنيهات، أذهب للبلاد لأبيع أكياس الحلبة وأستقل القطار، وأذهب إلى أسوان وإسنا والأقصر، لدى زبائن يعرفوني بالاسم” ويقوم بوصف طرق الحلبة الساخنة للزبائن فى الشتاء والباردة فى الصيف.
يضيف عم حساني: “عندى 5 بنات منهم واحدة بتعمل ماجستير على حسابها، والباقين تعليمهم عادي، عشان ممعيش أصرف عليهم “، “ليس لدى مصدر رزق آخر سوى بيع الحلبة، أكثر ما يشقينى فى الحياة، إنى مخلفتش ولد، وبناتى متجوزوش، لو مت محدش هيحميهم ولا يصرف عليهم”، “نفسى يشتغلوا عشان ميتحوجوش لحد”، “محدش بيصرف عليهم غيرى، زوجتى مريضة منذ عامين وطريحة الفراش، ليس لى أى أمانى سوى أن يلتحق بناتى بأى وظائف تمكنهم من الإنفاق على أنفسهم، حتى يأتيهم ابن الحلال”.
يتحدث عم حساني عن ذكرياتة فى الأقصر، فيقول: “كنت أزور الأقصر لأستحم فى مياه الفيضان قبل بناء السد العالى.. كل هذه المنازل قبل أن تبنى كانت أراضى خضراء” وأشار إلى ميدان السنترال القريب من السوق السياحى.
العم حسانى لا يحب التحدث كثيراً عن حياته الشخصية لأنه يشعر دوماً بالقلق كونه لم ينجب ذكر، وكونة فقير لا يملك قوت يومه.. فهل من شخص يشعر بمعاناته ويريح العم حساني.. بائع الحلبة؟!!!