أما آن لنا أن نستفيق من الحلم الأسطورى الذى نعيش فيه منذ قرابة الثلاث سنوات، وهو أن المواطن سيصبر على أى إجراءات اقتصادية واجتماعية مهما كانت قاسية، مقابل أمنه وأمانه، والذى حتى الآن لم يتحقق بالشكل المرجو، ولم يشعر به؟!
أما آن لنا أن نكف عن نشر إنجازات وهمية متعلقة بمشروعات لم ولن تؤتى ثمارها لصالح المواطن البسيط، ولن يجني مكاسبها إلا قلة من رجال الأعمال الملتفين حولنا ومن رجالنا؟!
أما آن لنا أن نتوقف عن العبث بمقدرات هذا الشعب، الذى لم يجد – حتى الآن – من يحنو عليه؟!
أما آن لنا أن ننظر إلى حياة المواطنين البسطاء، والتى أصبحت شبه مستحيلة فى ظل الارتفاع الجنوني لأسعار السلع الأساسية، والناتجة عن قراراتنا الاقتصادية المؤلمة التى تبنيناها دون مشاورة أو مشاركة أحد، وأدت إلى تلك الحالة من الركود التضخمي، التي باتت تصعب على الناس حياتهم يوماً بعد يوم؟!
أما آن لنا أن نتجه لتشغيل المصانع التى توقفت عن العمل، والبالغ عددها مايقارب السبعة آلاف مصنع، ونتوقف عن طلب المزيد من القروض الداخلية والخارجية، والتى تركع مصر وشعبها إلى الدول الرأسماليه؟!
أما آن لنا أن نعيد إحياء شركات القطاع العام التى نهبها لصوص الوطن؟!
أما آن لنا أن نجنب الجيش مخاطر العمل بالاقتصاد، ونحميه من الانشغال عن دوره المقدس في حماية الوطن، ونوقف تغوله فى الحياة المدنية بشكل بات يهدد أمننا واستقرارنا وتماسكنا؟!
أما آن لنا أن نعتذر عما فعلناه بشعب مصر العظيم، وما اقترفناه من جرائم فى حق هذا الشعب الذي لم يخذلنا أو يخذل وطنه في يوم من الأيام.. وأن نتركه يقرر مصيره بنفسه، دون فرض قيود عليه ودون إرهابه بطوارئ أو نهدده بمصائر دول انهارت؟!
هل آن لنا هذا.. أم سنظل نعاقب الشعب على ثورته، ضد الظلم والفساد والاستبداد، ومناداته بالتغيير الذي يستحقه.. وتستحقه مصرنا الغالية؟!
أما آن لنا نستفيق قبل فوات الأوان؟!!!