ابويا المعلم “عبد الحميد” اجدع فتوة عرفته الحتّه و أمي المعلّمة “تحيه” اجدع أوسّطى في شارع محمد على، من بعد ما جابتني الدُنيا بطلت رقص و فتحت هي و ابويا قهوة ياكلوا منها عيش..
من صغري و أنا بحب المغنى و لما كبرت و عوّدي شد أمي خلتني انزل القهوة و اغني، الأمور كانت عال العال لحد ما ابويا المرض هده و مات..
سافرت انا و أمي اسكندرية نعيش هناك مع ستي و أهو نترحم شوية من طمع كل من هب و دب فينا و قُلت يمكن اشتغل و ألاقي فرصة..
أول ما بدأنا نستقر نزلت أدور على شغل و الحمد لله ربنا كرمني من وسع و الخواجه صاحب التياترو عجبوا صوتي و اشتغلت..
كل يوم و انا مروحه كنت بسمع صوت حد بيدندن وانا طالعه ع السلم بس مكونتش اعرف صوت مين ده.. صوت كده من إللي يدخل القلب و يخليه يسرح في الملكوت.. بس صراحة مبفهمش بيقول ايه.. كنت كل مرة اقعد على السلالم و اسمع و أول ما اسمع الباب اتفتح اطلع اجري..
لحد ما فــيوم رجعت البيت كان هُس هُس و أول ما طلعت لقيت باب اتفتح
-تعالي يا شاطرة.
– ايوا يا سيدنا.
– انتي مش عارفة انه حرام تتجسسي على حد.
-انا!! ابداً و المُرسي ابو العباس ما حصل.. انا كنت بسمع صوت حد بيدندن فكنت بقعد اسمعه.. بس.
– ماشي يا كروان..بس متعمليش كدا تاني..
– ايه ده! انت عارف اسمي منين يا سيدنا.
-مش انتي كروان اللي بتغني في تياترو الخواجه الي ع القِمه!
-اجتبت بصوت مُرتجف : ايوا.
-انا بقى إمام المسجد إللي قريب منه.. الناس بطلت تيجي تصلي الفجر بسبب سهرهم عندك يا ستي.. يعني انا بقيت خالي شُغل بسببك.
-العفو يا سيدنا.. انا اسفه.
-اسفه على ايه.. و بعدين بلاش سيدنا دي محدش سيدنا غير الله انا اسمي الشيخ “عبد الحميد”
– و النبي! ده على اسم ابويا الله يرحمه
-و كان شيخ بردو
– لأ كان فتوة قد الدنيا
*ضحك*
– الله يرحمه.. يالا اطلعي و بطلي قُعاد ع السلم ميصحش!
-طب ممكن سؤال يا شيخ عبد الحميد لو مفيهاش اساءة ادب .
-اتفضلي.
-هو ايه الي انت بتدندنه ده؟
-اسمها تواشيح يا كروان.
-ااااه .. ايوا يعني ايه؟
-يعني زي المناجاة لله كأني بكلمه أو مدح للنبي أو دعاء بس بالطريقة اللي انتي سمعتيها دي.
-ايوا ايوا فهمت …
-فهمتي بجد؟
-ايوا يا شيخ عبد الحميد دانا معايا ابتدائية.
-طيب عفارم عليكي.. يالا اطلعي و قفتنا طولت و يادوب الحق أذن الفجر.
-ماشي و انا اسفه مرة تانيه.. فوتك بعافيه
-الله يعافيكي.
-قفل الباب الشيخ عبدالحميد و حالي بقى غير الحال كأن حاجة شالت قلبي من مكانه و ادتهوله في كف ايده.. كلامه بلسم.. أول مرة احس ان حد بيكلمني من غير ما يجبني من فوقي لتحتي ده حتى مرفعش عينه فيا
يارب استرها عليا دانا غلبانه .. و هو فين و انا فين.. معقول كروان إللي مجدعتها بألف شنب تقع الوقعة دي.. استرها عليا يارب دانا غلبانه..
بعدها بكام يوم و انا مروحة من التياترو قابلت الشيخ عبد الحميد ع القِمه.. سلمت عليه و قالي و هو بيبتسم
-رايحه فين الساعة دي يا كروان؟
-مستنيه حانطور عشان يروحني يا سيدنا.
– تاني يا سيدنا؟
اومال هقول ايه بس…
*ضحك*
– طب تعالي انا هوصلك.
مشينا و فضلنا ساكتين
-والله يا كروان انا مستخسرك في البهدله دي.. متدوري على شغلانه غير دي؟
-بس انا بحب المغني و بحب صوتي.
– يعني بتحبي المغنى اكتر من ربك إللي وهبك صوتك ده.. و بعدين البهدله دي مش هتخلي اي جدع يفكر يتجوزك.. و انتي بتقولي معاكي ابتدائيه يعني بتُفكي الخط ليه متدوريش على اكل عيشك في مكان تاني و اهو بدل المرمطه في نصاص الليالي
-عندك حق يا شيخ عبد الحميد.. بس ده مين إللي هيرضى يشغلني انا معرفش حد هنا…
– مدام ناوية خير ربنا هيساعدك.. انوي انتي بس و اتكلي على الله..
روحت و كلام الشيخ في ودني و يا ترى بيقولي ليه كدا.. بس انا بحب المغني.. احترت زيادة.. الله يسامحك يا شيخ عبد الحميد و انا ناقصه… يارب استرها عليا دانا غلبانه…
-بعد فترة سبت شغلي في التياترو و نزلت اشتغلت في محل لبس بتاع خواجه يوناني و شريكه مصري.. مرات صاحب المحل المصري كانت ست كُمَل و كانت بتحبني علمتني حاجات كتير و منها الخياطه كنت بعد الشغل بطلع اساعدها و عيني تلقط منها لحد ما بقيت دراعها اليمين و كل خميس كانت بتعمل سهرة في بيتها و تخليني اغني.. على قد ما بيوحشني المغني ووقفت المسرح على قد منا بحمد ربنا اني اترحمت من المرمطه.. الله يباركله الشيخ عبد الحميد *تنهيده * ياما نفسي ألمحه ولو مرة واحدة.. بيقولوا سافر البلد.. و إللي يقول راح يتجوز و إللي يقول اتنقل حته تانيه..
-محدش عارف أراضيه فين.. و انا مبقتش عارفه أراضي قلبي إللي خده و مشي بقت فين
-لحد ما يوم و انا طالعه لقيت بابه مفتوح.. خبط..
– يا ساتر.. شيخ عبد الحميد.. انت هنا؟
-ايوا يا كروان.. معلش لسه راجع من البلد و الدنيا مكركبه.. اقدر اخدمك بحاجة؟
-لا يا سيدي.. عايزاك سالم المهم رجعتلنا بالسلامة..
-الله يسلمك عن اذنك ..
-اتفضل..
قفل الباب و كأني روحي اتردتلي بس أنا المرة دي هقوله لحسن يسافر تاني..
جبت ورقه و قلم و كتبتله تلغراف اقوله اني بحبه و حطيتله كرداني الدهب وياه عشان يشبُكني بيه..
حطيت التلغراف على الباب و طلعت اجري و دخلت سريري و انا مرعوبه يارب استرها عليا دانا غلبانه..
-تاني يوم صحيت على صوت الشيخ عبد الحميد بيكلم امي جريت بسرعه
-الكردان ده لقيته ع السلم يا حاجه.
– الله يخليك يا ابني ده كردان كروان وقع منها فين المنيله دي؟
_الحمدلله ان محدش غيري لقاه يا ام كروان
-الله يكرم اصلك يا بني.. طب اتفضل.
-انا هتفضل فعلا عشان ليا معاكي كلمتين.
-دخل هو و امي اوضه الضيوف و انا رُكبي بتخبط في بعض اكيد هيقولها..
– يا فضيحتك يا كروان..
-بعد مدة سمعت صوت سكّ الباب عملت نايمه عشان امي متحسش بيا..
-اصحي يا كروان اصحي..
– خير ياما على الصبح في ايه؟؟
– قومي بسرعة بس.. عايزاكي في حاجه.
-مالك ياما في ايه؟
-الشيخ عبد الحميد طلب ايديك يا كروان..
-ايه!!!!
و عايز يكتب الكتاب الشهر الجاي في البلد و تعيشي معاه هناك.
*فغُشيّ عليها*
#تمت
#حواديت
#عُلا_حسن