عفواً.. لن أبدأ بسلام أو تحية، فقد تكون قارئي العزيز مسيحي كافر، قد أفتي بعض مشايخنا بحرمانية السلام عليك.
ولكن دعونا من هذا لا يهم السلام .. هنالك ماهو أهم، يكفي أننا في مصر “بلد الأمن والأمان”، والمسلمين والأقباط إخوه وعاش الهلال مع الصليب .. لا يهم. أجل، لا يهم تفجير الكنائس .. تهجير الأقباط .. أو حتي اضطهادهم دينيا .. عاش الهلال مع الصليب، رددوها، ليس المهم كيف يعيشوا، ولا متي يعيشوا، كل هذه تراهات، ليست قضية، فلنأتي بشيخ الأزهر ليقبل البابا في كنيسة قبلة برائحة الدم .. ولتأتي سيدي الرئيس، ولتبكي وسط القداس، ولننهي أو نقطع قداس الشهداء من أجل التصفيق لك.
دعونا من كل هذه التراهات، ولندخل مباشرة في الموضوع. كم شهيد سقط دون قصاص؟ .. كم مصاب لم يشفي من الرصاص.. كم معتقل لم ينل الخلاص؟!!
“أنا مصري.. إذن أنا مقتول”، أجل إنها القاعده المتبعة في مصر، يُقتل المسيحي بزعم أنه كافر.. ويُقتل المسلم بزعم أنه إرهابي .. ويُقتل الشباب بزعم أنهم ممولين وخونة .. ويعيش اللصوص بزعم أنهم حماة الوطن.
لن أتطرق لتفاصيل استشهاد المصريين أثناء صلاتهم، ولقائهم ربهم. فقد ذهبوا ليروا الله فالكنيسة، فاختارهم الله ليقابلوه ف السماء… ولكن من قتلهم؟! – الإرهاب! .. إرهاب من؟! ستقول داعش .. إذن ياسيدي، إذا كنت محق، فكيف تمكنوا من كل ذلك التنظيم في أكثر من مكان ونفس اليوم إلا بمساعدة أمنية؟! .. كيف استطاعوا الاقتراب من الكنيسه أثناء الصلاه؟ كيف وصلوا لتلك الحرفية إلا إذا كان هناك إفلات أمني؟!.. أجل إفلات، وليس انفلات، إفلات مُفتعل ياعزيزي من أجل المصالح.
ستعارضني؟ .. إسمعني إذن. إذا كان الأمن يعلم بالتفجير.. فالدولة إذن متورطة في قتلنا .. وإذا كان الأمن لا يعلم، وراح كل ذلك العدد منا في أكثر من مكان، إذن فهناك فشل من الدولة في حمايه مواطنيها.. وفي الحالتين المستفيد الوحيد هو من سيتاجر بدمك عزيزي المواطن!!!
أخيراً عزيزي المواطن .. استمتع، فقد وقعت في مثلث الموت بين متأسلمين يستحلون دمك، وقيادات كنيسة راضيين وصامتين رغم قتلك، ونظام بائد يتاجر بدمك! .. وفي النهاية، سيقولون: “معلش أصلهم كفرة”!!!