عبد العزيز الشناوي يكتب: فلنواجه الإرهاب في مَبْعَدٍ عن صانعييه

0

 

أنظمة العالم المتقدم، مسئولة – جميعها – عن انتشار الإرهاب، بسبب ما يُنتهج من سياسات الإفقار ونشر الجهل والتخلف في دول العالم الثالث، لصالح مزيد من الرفاهية والسعادة لدول العالم المتقدم.

أقطاب العالم، الذين تحالفوا مع شياطين العالم العربي، وعلى رأسهم مملكة آل سعود، للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط، هم السبب الرئيسي في انتشار الإرهاب والعنف باسم الدين.

سياسة السيطرة الفوقية التي تنتهجها مؤسسات الأمم المتحدة، في تعاملها مع الدول الفقيرة من أجل إرضاء مموليها من الدول الغنية، هى أيضاً تسببت في بناء جدار من الحقد داخل نفوس الكثير من أبناء الدول الفقيرة.

الكيل بمكيالين في العديد من القضايا المحورية، كالقضية الفلسطينية، سبب أيضاً في نشر ثقافة العنف والحقد تجاه الغرب.

تأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية، وغض الطرف عنها، من أجل دعم أنظمة تابعة للغرب ومنظماته، ساهم أيضاً في تأجيج النعرات العنيفة.

جعل قضية (الديمقراطية، وحقوق الإنسان)، وسيلة للتدخل في شئون الدول الممانعة لقرارات الغرب، والتعامي عنها في دول أخرى صديقة للدول الكبرى كالسعودية على سبيل المثال _ التي تُعد نموذج لكل ما هو غير إنساني _، ساهم أيضاً في خلق روح العداء والعنف.

لن يواجه المجتمع الإنساني، ظاهرة الإرهاب بالأمن والجيوش وحسب.. فالإرهاب ظاهرة اجتماعية، تحتاج _ إلى جانب المواجهات المسلحة للتصدي لحاملي السلاح_ إلى مواجهات فكرية واجتماعية وثقافية، لتجفيف منابع الإرهاب ومعالجة أسبابه حتى يتم القضاء عليه.

علينا جميعاً أن نعي جيداً أن من بيننا من يمول الإرهاب، وينشر أفكاره، ويبني ممالكه على الطائفية ونشر العنف تجاه الآخر المخالف في العقيدة والمذهب، وأن نتجنب _ إذا أردنا بحق أن نقضي على الإرهاب _ وضع أيدينا في أيدي أنظمة ملوثة أيديها بدماء بني جنسها البشري وربما دينها مع اختلاف مذاهبهم، لا للشئ إلا لكسب مزيد من السيطرة وإشباغ شهوة الحكم لديهم، ولنا في تدمير اليمن على أيدي ممالك النفط الخليجية خير مثال على ذلك.

على الدول التي تكتوي الآن بالإرهاب _ ومن بينها مصر_، التوحد من أجل وضع إطار شامل لمواجهة هذه الظاهرة، في مَبْعَدٍ عن الدول والمنظمات المتورطة في صُنع أسباب الإرهاب.

علينا جميعا كشركاء في مجتمع إنساني واحد، أن نعمل جادين من أجل إنقاذ جنسنا البشري من أعداء الإنسانية وطيور الظلام والقتلة باسم الرب أيا كان معتقدهم أو مذهبهم.

علينا أن نبدأ في صياغة ما يشبه البروتوكول أو المدونة العالمية لمكافحة الإرهاب، بشرط ألا تسيطر عليها الدول والمنظمات الداعمة والمُنشِئَة للإرهاب والممولة له.. وليكن لنا في حركة عدم الانحياز في الستينات عبرة واقتباس.

اترك تعليق