عبد الرحمن الجوهري يكتب : يحدث فى مصر الان

اليوم الأحد 9/7/2017 ولدواعى السفر للقاهرة كنت حاجزاً تذكرة فى قطار 906 توربينى السابعة صباحاً .. مباشر القاهرة ، وفى الساعة 7 ص أعلن المذيع الداخلى بمحطة سيدى جابر إلغاء رحلة هذا القطار وعلى السادة الركاب التوجه إلى الشباك لإسترداد قيمة تذاكرهم .. وهرول معظم الركاب عدواً إلى الدور الأعلى حيث يوجد شباك التذاكر ، ونظراً لصعوبة قيامى بالعدو صعوداً فوصلت مع بعض المتأخرين ، وفوجئنا بأصوات عالية وتشابك لفظى وزحام شديد على الشبابيك التى لم يوجد خلفها سوى سيدة واحدة!! ، والتى رفضت رد ثمن التذاكر لعدم وجود تعليمات لديها بذلك.
★وأثناء الصياح والتشابك وعدم الفهم والإستيعاب لهذا الإلغاء الغريب والمفاجئ للقطار 906 ، وفى الساعة 7,15 ص أعلن المذيع الداخلى أنه يتم تجهيز قطار 906 بمحطة مصر وسيصل فى غضون خمس أو عشر دقائق .. وهنا نزل أغلب المتجمعين أمام الشباك واتجهوا ناحية رصيف 3 فى إنتظار القطار.
★ومنذ الساعة 7,15 ص إختفى تماماً صوت المذيع الداخلى كما إختفى مسئولى المحطة تماماً فى ظل هياج البعض من الركاب وصمت البعض الآخر ، وحالة من الوجوم والإندهاش الشديدين التى إنتابت أغلب الركاب ، وفى الساعة 8,10 ص عاد إلينا صوت المذيع الداخلى ليعلن عن دخول القطار 904 موعد 8,10 ص المتجه إلى القاهرة وعلى من يرغب من ركاب القطار 906 موعد 7 ص ركوب هذا القطار “واقفاً” بذات التذكرة ، ومن لايرغب فعليه إنتظار القطار 906 موعد 7 ص والذى يتم إعداده وتجهيزه بمحطة مصر وسيصل بعد قليل!!.
★وهنا توجه معظم الركاب – وأنا منهم _ والصعود إلى القطار 904 -صاغرين يكتموا غيظهم داخلهم فقط – زحاماً على الأبواب مع الركاب الأصليين للقطار ، ولكم أن تتخيلوا مشهد الزحام داخل كافة عربات القطار “أولى وثانية” ، فحاجزى قطار بالكامل وقوفاً داخل قطار محجوز بالكامل!!..وظللت أراقب وأتابع ردود فعل الركاب .. ولكن يؤسفنى أن أقرر لكم حقيقة حجم الإستسلام بالأمر الواقع ، واللامبالاة التى كان عليها الركاب!!.
★بالمناسبة يحدث هذا كله دون سماع حدوث أية حوادث على الطريق أو إنفجارات – لا قدر الله – أو أى نوع من أنواع الكوارث او القوة القاهرة .. لذلك .. فارجو من السادة إياهم عدم ترديد عبارات من عينة “لازم نستحمل لأننا فى حرب مع الإرهاب ، والحمد لله إحنا مش زى سوريا وليبيا” .. فهؤلاء أرجو أن يمتنعوا عن التعليق .. فلنا أن نتخيل حجم وكم المصالح لمئات المسافرين التى تم تعطيلها اليوم دون مبرر أو ثمة شرح أو إعتذار من أى مسئول داخل المحطة.
★إن مثل هذه الواقعة ومثيلاتها تكشف لنا وتؤكد حجم الفشل الذريع وافتقاد الدولة لأبجديات وقواعد الإدارة (الأولية والأساسية) للمؤسسات “إنتاجية وخدمية” فضلاً عن عدم إحترام المواطن وآدميته وحقوقه ، وأترك لكم التدبر والتعقيب ، وتحليل مدلول مثل هذا الفشل فى كيفية إدارة مرفق هام من مرافق الدولة .. وبكل أسف .. القادم أسوأ !!!!.
#آه_وآه_وآه_امصر