قابلت مجموعة أشخاص في طريقي إلي العمل ، إستوقفوني و سألوني بالله عليك أنظر هناك بعيد في الأفق هل تري شئ ؟!
نظرت و دققت النظر فلم أري شيئاً ، فقلت لهم أني لا أري شئ ، فصاح البعض نحن علي صواب ، لكن البعض الآخر يؤكد أن هناك شئ .
وجدت نفسي كالأطرش في الزفّة لا أري شئ و لا أفهم أي شئ ، فرجوتهم وسط صياحهم أن يشرحوا لي الموقف .. فتكلم أحدهم شارحاً لي ما يختلفون عليه .
و كان الموضوع المختلف عليه أن هناك من يقول أنه يري جنيه علي مسافة بعيدة يقترب منه و هو يؤكد علي ذلك و يوافقه في ذلك البعض ، و علي العكس فهناك مجموعة تؤيد الرأي الذي يقول أنه لا يري شئ علي الإطلاق و أن ما يرونه البعض الآخر ما هو إلا وهم .
تسألت .. هل هم مساطيل ؟ أم أنهم منقسمون فيما بينهم ما بين متفائل و متشائم حول التصريحات الأخيرة و المانشيتات العريضة حول التوسع في الإستثمارات و جذب روؤس الأموال العربية و الأجنبية و المصرية المغتربة ، و بناء المصانع و توفير فرص العمل للشباب الملطوع علي القهاوي و الكافيهات و الشباب المتربص لأي وظيفة أو فرصة عمل شريفة يغتنمها و يجري ، تاركاً خلفه زملائه و أصدقائه متربصون .
كان عليّ أن أؤيد فريق منهم ، إما أن أكون متفائل أو متشائم .. لكني أري شيئاً مختلفاً قد يؤيد الفريق المتفائل إلي حد ما .
إني أري أنه يوجد بالفعل جنيه في الأفق يبدو واضحاً للبعض وضوح الشمس و للبعض الآخر قد يكون بعيد بُعد المشرق و المغرب ، و تتفاوت الدرجات ..!!
و لكنه أي الجنيه لا يقترب منا بل قد يبتعد إذا نحن لبثنا في مكاننا ، فإن من يحملون هذا الجنيه قد أخذوه و فضّلوا أن يجروا به و يقطعون به مسافات طوال حيث الزيادة المستمرة بكل الأشكال القابلة للزيادة بالطبع .
و علينا نحن المتسائلين أن نجري خلفهم بل و نتسابق فيما بيننا آملين أن نلحق بهم أو علي أسوأ الفروض ان يتحسن مركزنا في المضمار .
و لا تسألني عمن يتخلف في السباق فقد يصيبه الإعياء إما من كثرة الجري دون فائدة أي دون أن يتحسن مركزه و إما أن يكون قد أصابه الإعياء من شدة المنافسة في الصفوف الأولي و من كثرة ما يحمل من جنيهات لا يستطيع حملها في هذا السباق الطويل الذي قد يتخيل البعض أن ليس له نهاية إلا أنها موجودة بيد الله سبحانه و تعالي .
لقد إستمعت المجموعة لهذا الرأي و انصرفوا كلٌ في إتجاه دون أن أعرف هل هم متفقون أم مختلفون علي هذا الرأي و لكني علي علم تام أنهم ذهبوا يبحثون عن بداية الطريق .. طريق النَفَس الطويل .. فهل أنت من أصحاب النَفَس الطويل ؟
بقلم : عاصم صبحي