عفواً عزيزي القارئ .. إني أكتب هذه السطور لمن يحب البحر أو له صلة به .. فهل أنت من عشاق البحر ؟!
إذاً فتعال معي نغوص في أعماق هذه السطور ، و نكتشف معاً ما في أعماقها ، فقد يفيدنا أو العكس .
إنني منعزل في مكان أشبه بالجزيرة في قلب البحر ، أو قل هي شبه جزيرة ، المكان ملئ بالهدؤ يتخلله أصوات بعض العابرين ، الشئ الوحيد الذي أسمعه باستمرار هو صوت أمواج البحر ، فهي متتابعة متتالية ليست بالعاتية .
إنها الواحدة تلو الأخري ، الأولي إنتهت كذالك الثانية و هاهي الثالتة تقترب ، إنها الأمواج تمر بما تحمل معها من أعشاب و صدف و رمال و تنتهي إلي مستقر و لا يكون لها أثر .
قد تتسرع و تقول : منا عارف كل ده .. إنت عايز تقول ايه ؟
كُن صبوراً ، فلا تنسي أننا نغوص و نكتشف الأعماق سوياً.
إذا دققت النظر هناك فقد تري شيئاً قد يكون مثير ، أفلا تري أن حياتنا التي نعيشها تشبه البحر ، نعم و لكن .. أين الأمواج ؟ هاهي تأتي متعاقبة متتالية .
إنها الأحداث التي تمر بنا في كل وقت منذ أن ولدنا و إلي مستقر . قد تعلو بك الأمواج و تهب عليك عواصف محملة بما أشبه بالأعشاب و الصدف و الرمال و لكنها تمر و تهدئ ، و قد تتوقف الرياح لفترة تري فيها المياه راكده لا أمواج فيها ، كذلك الحياه قد تمر بنا فترة لا أحداث فيها فأنت عايش و بس .. فما رأيك في هذه الحياة ؟ أن تكون عايش بلا أحداث ، إنها حياه مملة ، ألست معي في أنها حياه مملة ؟
فالأحداث سواء كانت مثيرة أو العكس ساره أو العكس فبلا شك أنها تزيدك و تزودك بالمزيد من الخبرات ، حيث تثقل عقلك و شخصيتك و ترفع درجة نضجك .
فأنت لا تجد شخصاً حكيماً إلا و قد مر و تمر بحياته الكثير من الأحداث . فأنت منها تتعلم سواء قصدت أو لم تقصد ، في الآجل أو العاجل لا مجال للشك في هذا .
ما رأيك أليست مثيرة ؟ أنكمل غوصنا ؟
إني أري أن نعود للسطح علي أن نعود مرة أخري و نكتشف أعماقاً أخري .
انتظر سوف نفترق الآن و لكن عندما نتقابل في المرة القادمة لا تنسي أن تحكي لي ما مر بك من أمواج .. عفواً أقصد أحداث .. إلي اللقاء .
عاصم صبحي .
