رواية “الباعث” للكاتب رجب حمزة
“الوطن هو الجمال. ومن لا يجد في نفسه حب وطنه، فليذهب بعيدًا عنه. ففي حب الأوطان آيات التعبد والجمال، ومن لا يحمل الجمال، لا يستحق الحياة”..
الباعث 135 نسخة إليكترونية.
لا تزال النفس البشرية منذ أزل الخلق وإلى أبده دؤوبة من أجل الحصول على حياة أجمل، إذ هي علاقة سرمدية تتخللها محاولات فلسفية ودينية وعلمية إنسانية متباعدة أو متفاوتة بقدْر وقدَرٍ عبر بيئات وحضارات مختلفة، بينما المدينة الفاضلة لا تزال حلمًا مهتوك المنال، رغم أن الإنسان خُلق على شرط تعمير الأرض.
حاول أبو اليزيد _الذي ترك العمران من أجل حياة صحراوية كللتها الزروع والحيوانات والطيور_ أن يجلب إليه الذين يؤانسونه بطريقة خادعة عبر قطعة أثرية فرعونية اشتراها من أجل أمره. ينال ذلك بالفعل، غير أن خدعة أخرى جرى فيها شريكاه جعلت حلمه يذوب أدراج الرياح بعد أن سال دمه بيد الغضب.
فهل “الباعث” تحكي لنا عن الآثار.. أم الصحراء.. أم الجماعة.. أم الوطن..؟
ربما هي كل ذلك.. إذ يفجرها تطفل شاب وقع نظره على جنة في الصحراء، كُتب على لافتة بها: “هنا يوجد آثار”؛ فراح وليد الرجل السبعيني يغوص في أعماق ذاكرته، حينما كان لا يزال في العاشرة ليحكي له الأمر من بدايته.
لا أحب أن أحرق الأحداث القصةَ السيرةَ.. فبلغة مشكلّة ما بين بلاغي بديع وخبري متقن التسلسل سرد لنا المؤلف روايته في 138 صفحة.
انشغل من خلالها وشغلنا معه في بناء الوطن على أثر رجعي.. إذ كانت الصحراء قبل ملايين السنين جنة زرقاء، تعج بالكائنات وتجري فيها البحار. فكأنما يزرع في النفوس أن الوطن روح قديمة قد انتُهكتِ الآن فصارت صحراء، وما علينا إلا أن نستعيد سيرة الصحراء الأولى.. وعلى إثر ذلك يقول: “فلن يُبنى وطن بمن يُتجارون به، وبمن يجعلونه وسيلة ليعتلوا بها الرؤوس، ويتحكموا في النفوس، بل يبنى بالكفاح والمكاشفة”. ص125
فكأنما بذلك يضع لنا قاعدة عامة لكيفية بناء الوطن.. إذ يحتاج إلى سواعد الكفاح مجتمعةً؛ لضبط لبناته وبناء مؤسساته الكاملة، وإلى المكاشفة السياسية في الإبقاء عليه نظيفًا من الخيانات المبنية على الطمع.
رأيت أن الوطن هو البطل الحقيقي في النص، ذلك الوطن الذي رُسم أخضر مزهرًا، فوق رمال الصحراء على يد “أبو اليزيد” صاحب الفكرة والماسك بلجامها.
وكذلك رأيت الصحراء هي البطلة الحقيقية فيه، كأنما يدلل بذلك كاتبنا الجميل “رجب حمزة” على أن الوطن غير مقيد بالعمران الضيق؛ لطالما لدينا في الصحراء سعة لنبني أوطانًا تكمل الوطن الأكبر، كي لا يضيق علينا هذا الوطن بالزحام البشري والنفسي التشاحني.
الرواية عبارة عن استعادة سيرة الحياة بطريقة أجمل.. والوطن هو الجمال.
الإثنين, فبراير 10, 2025
آخر الاخبار
- آخر الصفقات الشتوية لهذا الموسم الاتحاد السكندري يتعاقد مع الظهير الأيسر علاء يحيى ” مارسيلو” لمدة ثلاث مواسم و نصف
- رحلة لجماهير الثغر.. لمشاهدة لقاء الاتحاد السكندري و المصرى بإستاد برج العرب
- الاتحاد السكندري يتعاقد مع لاعب الوسط ” نور الدين البحار” بعقد لمدة ثلاث مواسم و نصف
- الاتحاد السكندري يتعاقد مع المهاجم الايفوارى ” كرامو كوامي” بعقد لمدة موسم و نصف
- الاتحاد السكندرى يتعاقد مع لاعب الوسط إسلام مرزوق
- الاتحاد السكندرى يتعاقد مع لاعب الوسط المهاجم سمير فكري
- حرص نجوم وقدامى ولاعبي نادي الاتحاد السكندري يقدموا باقة ورد للأستاذ محمد مصيلحى تقديرا لجهوده
- فسخ و إنهاء تعاقد المحترف الامريكى ” ويليام شيرى” لاعب الفريق الأول لكرة السلة بالتراضى