كتبت – رجاء عبدالنبي
قامت دار الساقي للنشر ببيروت باصدار كتابين جديدين للناقدة اللبنانية خالدة سعيد بعناوين “جرح المعنى” و”أفق المعنى”.
تقدم خلاله “خالدة” مثلما ذكرت في مقدمة كتاب “جرح المعنى” خلاصة قراءات متوالية لكتاب مفرد بصيغة الجمع لأدونيس؛ قراءات تجمّعت على امتداد سنوات، وأخذت هذه الحصيلة تنمو وتتطوّر، ولعلّها ما كانت لتتوقف الآن لولا حكم الزمن.
كما تتابع في تقديمها للكتاب: “في هذا النصّ، ينزل المقدَّسُ إلى التجربة، يحضر التاريخُ في اليوميّ، ينهضُ اليوميّ إلى المتعالي؛ كأنّ هذا النصّ رحلةٌ في الجرح فانبثاق من اللجّ كمن اخترق عاصفةً سحريَّة وخرج منها بتجربة لا تُترجَم ولا توصف؛ تجربة بلا عبرة غير خسران اليقين بالسكون والثبات”.
أما في كتاب أفق المعنى فمن مقدمته نقرأ: “أفق الحداثة هو أفقٌ مفتوح يستقبل الأسئلة والتحليل والنقض. فلا نهائيات، بل رؤى واحتمالات. من هنا التعارض بين الحداثة والعقائد التي ترفع الحدود الصارمة أمام الأسئلة والتصوّرات”.
في هذه الدراسة، تحاول المؤلفة الإضاءة على عدد من التحولات الفكرية والنصية الفنية التي حفّزها وعيُ التغيّر، والمفارقات التي واجهت الرؤية الحديثة والموقف الحديث في الأدب العربي المعاصر، سواء منه الشعريّ أم النثريّ، من جبران خليل جبران وبدر شاكر السياب ويوسف الخال، إلى نازك الملائكة ومحمد الماغوط وأبو القاسم الشابي ومحمود درويش وغيرهم.
خالدة سعيد كاتبة وناقدة لبنانية، نشرت أوائل مقالاتها في مجلّة “شعر” منذ 1957، تخرّجت في الجامعة اللبنانية وفي جامعة السوربون، ودرّست في المدارس الثانوية اللبنانية وفي الجامعة اللبنانية بين 1958 و1996؛ من أعمالها: “البحث عن الجذور”، “حركية الإبداع”، “الحركة المسرحية في لبنان”، “الاستعارة الكبرى”؛ لها بالاشتراك مع الشاعر أدونيس ستّة كتب حول عصر النهضة، وعدد من الترجمات؛ صدر لها عن دار الساقي: “في البدء كان المثنّى”، “يوتوبيا المدينة المثقّفة”، “فيض المعنى”، “أفق المعنى”.