تطايرت دعواتي يا حبيبي ليلا في كل صلاة .. وفي كل وقت أتذكرك به وأطلق العنان فيه لتخيلك.
حينها كنت لا أراك سوى رجل أحببته .. واختار لي القدر أن يظل حبي في صمت.
قررت ألا أكون لك سوى صديقة .. ولكن تعمد قدري خذلاني مرة أخرى .. واختار لي ألا أكون سوى غريبة.
تيقنت في هذا الوقت أن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .. وأن القدر اختار لي أن لا يكون سوي ”حلم” .. أشاهده كلما غفوت بكل تفاصيله ولا أستطيع أن أقصه على أحد.
كنت أحدث الله عنك دامعة .. وأتساءل لماذا يا الله وضعت حبه داخلي مادمت لا تريد قربنا؟
غرقت في طوفان التمني .. ولكن بالرغم من انهزامي كنت محاطة بيقين داخلي.
فكان هناك إحساسين بداخلي .. شئ يدفعني للاستسلام .. والآخر يهمس لي “إياكي واليأس”.
حدثني الجميع عنك .. وطلبوا مني مرارا أن أستسلم لأمري الواقع بكلمات روتينية تقال في مثل هذه القصص باستمرار.
ولكني كنت دائما لا أري في حديثهم جدية تدفعني بأن اخذه على هذا النحو.
باتت أحلامي مقيدة .. ولكن في ظل هذه الظروف كان هناك شئ بداخلي يحدثني “أصمدي .. ماذا فعلتي من أجل حبك؟!”
لا شئ!
كنت أجلس باكية .. أرثي حظ وظروف وحياه .. تيار التمني جرفني لأن أسير معه باستسلام مميت كاد أن يقتل حبي.
ولكني أخترت أن أسير عكس هذا التيار .. ”أكون أو لا أكون”.
حينها أدركت أن الحب لا يكون بالكلمات فقط .. وأن برغم صدق الكلمات ﻻبد من أفعال تثبتها.
وها أنا يا حبيبي اليوم بين يديك تناديني ”حبيبتي” .. وتقبل يداي وكأني أول نساء الأرض بالنسبة لك وآخرهم .. اخترتني لأكون أم لك قبل أن أكون أم لأولادنا .. حبك لي جعلني لا أريد شئ من هذا العالم سوي أن يدرك فقط بانك الجميع بعيناي.
تعلم .. تسائلوا لماذا هو علي وجه التحديد؟
كنت لا أري أن هناك جواب يناسب ما بداخلي .. ربما لرؤيتي بك صورة حبيب وصديق وأب وابن في آن واحد .. أم لانك ذاك الرجل الذي دفعني بدون أدني تفكير لأن ألقي بين يديه قلبي بمجرد رؤيته للمرة الأولي؟
أم لأنك ذاك الرجل الذي بدلني من امرأه ناكرة لوجود الحب إلى امرأه غارقه به؟
أم ربما لأنك ”أنت”.
حقا لا أعلم لماذا .. ولكن كل ما أعلمه أن حبك اخترق قلبي .. فأصبحت يا حبيبي وطني الذي طالما تمنيت أن أسكنه.
أصبحت معي برغم كل تنهيدة حملتها لك ذات نهار تقول لك أشتاقك .. متي سنلتقي.
أعدك بأن .. أظل لك أم وأخت وصديقة وابنة وحبيبة مثلما أردت.
أعدك بأن .. أجعل كل من حولنا يتمنى العيش في قصة تشبه قصتنا .. و بأن أجعل من حبي لك مثال لكل من أراد أن يعيش حب صادق.
أعدك بأن .. أغزل حبال ود بيننا كلما قابلتنا تحديات أرادت أن تفرقنا.
أعدك بأن .. أتحمل جميع حالاتك وأحتوي أوقات ضعفك وغضبك وحزنك .. بقلب حبيبة وأم.
الله يا حبيبي وحده من أراد .. وهو وحده من قرر الانتصار .. وبإذنه سيقرر البقاء.
دمت لي وطن وعنوان … أحبك ❤
رنا عبد العزيز
٨ / ١٢/ ٢٠١٧