حلمي شعراوي يكتب : لعله يفيد…حوض البحر الأحمر ومسعي دولة الامارات لدور الدولة الاقليمية فيه

0

تتعدد “الأحواض” الملغومة بالمشاكل من حولنا هذه الفترة، مرتبطة بظواهر غريبة أو قل جديدة نسبيا. وكل منها يستثير شهية أصحاب الأدوار .. لتبدو مصر، المتفرج الكبير _1

ثمة “حوض النيل”، بالغام اثيوبية وسودانية، تصل إلى القرن الأفريقى نفسه، بعوالمه الصومالية. وثمة “حوض الكونغو”، الذى يعمل على قيادته الرئيس كابيلا، لمصر، بينما قوي “التمرد” القديمة فى شرق الكونغو وبقية دول الحوض الممتد إلى رواندا وأوغندا بكل تعقيدات هذه البلدان فى مواقفها من اتفاقية “عنتيبى” ومياه النيل عموما، وتأثيرات الجميع على موقف جنوب السودان الهام …
والآن .. تبرز مشاكل “حوض البحر الأحمر”، الذى يمس جلدنا بدوره، بدءا من قمة رأسه فى تيران وصنافير التى تعمل اسرائيل علي أن تضم اليها السعودية فى موقف مشترك للسيطرة على الممر الدولى، وليفقد هذا الممر خصوصيته فى الخضوع للإرادة المصرية … (رغم حصار كامب ديفيد له …!)، وليمتد الحوض لصالحها جنوبا ليرسخ قدمه عند باب المندب لكن الامور لاتمضى بهذه البساطة التى يتخيلها الفلاسفة الاستراتيجيون عندناوالذين حاولوا اسعادنا معهم بأننا “هناك”…… بقوات بحرية قوية، ليس بالضرورة للاشتراك فى حرب “الحلف الدولى” باليمن مباشرة ، ولكن “لتأمين” باب المندب ضد التدخلات الأجنبية (ايران، تركيا، وحتى من الأجانب فى الصومال …).
وقد كتب الكثير عن ذاك النشاط الأجنبى لاحياء “التدخلات” او المساعدات للصومال وجيبوتى بل واريتريا … والأخبار تنهمر عن مشروعات وواقع القواعد العسكرية البحرية أو اشباهها فى مقديشو وبربره (صوماليلاند ) وجيبوتى نفسها، وعصب (فى اريتريا).
والمفاجأة ليست فى أن كل ذلك يخضع لخطط الحضور من فرنسا والمانيا،و الصين حتى الانزال البرى الامريكي ثانية فى الصومال –في هوجة ترامب المعروفة -بحجة تأمين مدخل البحر الأحمر، مادامت القوى الأساسية القائمة عليه (السعودية – مصر ..) لاتستطيع التحرك.
لكن النجم الجديد فى كل ذلك هو القوات المسلحة لاتحاد الامارات العربية!.. واخبار عن وجودها العسكرى المبكر فى جيبوتى، ومساعدات عسكرية واقتصادية فى الصومال، واتفاق عسكرى لقاعدة فى بربره فى صوماليلاند تثير غضب مقديشو نفسها … وأخيرا، تكشف المصادر البريطانية العسكرية عن مشروع “القاعدة” الاماراتية الجارى بناؤها علي مقربة من باب المندب عند جزيره “منون” او بريم فى بعض المسميات فى المسافة بين اليمن وجيبوتى، ويقول معهد امريكى آخر انها قرب “المخا” فى اليمن، بل وتحفر الآبار على الساحل اليمنى لخدمة المنطقة ..الخ
الجديد أيضا أن الامارات تدعو لمؤتمر كبير قريبا فى الامارات حول البحر الأحمر وباب المندب… ولا تكشف المصادر المصرية عن ان لمصر دور فيه إلا كمدعو لمتابعة الموقف طبعا ! فهل تعمل الإمارات فى البحر الأحمر كقوة اقليمية لتتجاوز محاولات السعودية للانفراد بهذا الدور دون عائد يذكر فى اليمن ؟ ام يدخل ذلك في دور استراتيجيات مواجهة ايران؟ ولماذا تتجاهل الامارات مصر إذن فى هذه المحاولة وهى لاتستطيع ان تمضى وحدها بقوة كافية ؟ الا اذاكانت لا تقدر بقدر كاف السلطة الحالية في مصر بينما الاخيرة مشغولة باستقطاب السعودية (غير المأمونة ) او اللعب مع الامريكيين وحدها) ..هل ستتجاهل الامارات، ذات الموقف الواضح مثلا من الاخوان علاقة هؤلاء مع الاتراك ازاء رغبتها في الدور الاقليمي الموازي ؟ وأين تضيف مصر قوتها بهذا الشكل وهى الحريصه على العمل فى الإطار الأمريكى … والأخير يلاعب الجميع ليخدموه كل على حدة ( المناورات البحرية الامريكية الاخيرة في البحر الاحمرمع مصر وحدها )
ويعد ظهور “القرصنة” مجددا فى المحيط الهندى وقرب الصومال، أو من موانيه-بعد صمت حوالي خمس سنوات.. كيف سيدار حوض البحر الأحمر، وستكون ايران، والغرب كله طرفا حاضرا فى لعبة جديدة اسمها مواجهة القرصنة …
هل ثمة من يشعر بمعالم سياسية مصرية … فى مختلف “الأحواض” المذكورة، حتى لانقف مراقبين أو أتباع، لاطراف صغيرة أصلا؟
حلمي شعراوي

اترك تعليق