من المتعارف عليه ان اغلب المجموعات او الكيانات سواء كانت على ارض الواقع او علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تبدأ منظمة ومنمقة ومحددة الاهداف نظراً لان لقدرة المؤسسين على ادارة المجموعة اضافة لتحمسهم لفكرتهم ودعمها لانجاحها ولكن سرعان ما تتحطم هذه الاحلام سريعا بسبب الاختلاف بين رغبات المؤسسين او لاختلافهم في طريقة الادارة او لاهداف اخرى عديدة ، لكن هناك حالة فريدة من نوعها ظهرت على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تحت مسمى ( جت في السوستة )
اختلفت معها بكل قوة في بدايتها وصل الى حد انتقادي لهم علي صفحتي الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ووصفهم بأنهم مجموعة عنصرية تضم مجموعة من خيرة سفهاء الوطن العربي لكن سرعان ما انتبه مؤسس المجموعة ان المجموعة التي أسسها بغرض شخصي لسؤال اصدقائه من الرجال عن مشكلة شخصية تخصه لم يستطع البوح بها علي صفحته الشخصية نظرا للاحراج تزداد بشكل غير طبيعي حتى تخطت ال 170 الف رجل وشاب فقرر تعيين مجموعة من اصدقائه كمديرين لتلك المجموعة وتحويل طاقات الشباب فيها الى طاقات ايجابية منتجبة بدلا من الموضوعات المسيئة التي اصبحت عنواناً للصفحة ، واصبح النشر علي المجموعة بعد موافقة احد المديرين .
بالنظر لتلك المجموعة فنجد انها تضم بين اعضائها تشكيلة من الصعب الجمع بينها لكنهم اجتمعوا واختلطوا واصبحوا كيانا واحدأ فلا فرق بين ضابط او فنان او مستشار او سائق او عامل محارة او حتى بائع تين شوكي فالكل يحمل لقب سوستجي ويفتخر به وكأنه حاصل علي جائزة نوبل للسلام .
بالنظر للمجموعة وكيف تلتقي هذه الثقافات المختلفة فنجد انه تم ارساء بعد القواعد والتي التزم بها الجميع ومن يخالفها يعاقب بالحذف ومنها عدم التحدث في اي موضوعات تسبب الفوضى او الاختلاف بين الاعضاء وكانت اهم تلك الموضوعات
1 – السياسة
2 – التعصب في الانتماء الرياضي
3 – الدين
اضافة لاي موضوع يؤدي الى التفرق والتشتت بين الاعضاء .
بالنظر لنشاط المجموعة في الفترة الاخيرة فنجد ان الاعضاء فيما بينهم علي مختلف وظائفهم يتسابقون في مساعدة بعضهم البعض حتى ابناء المهنة الواحدة علي عكس المثل الشعبي القائل ( اتنين يكرهولك الخير جارك وابن كارك ) اضافة للحالات التي تحتاج مساعدات سواء مادية او نفسية فكان احد الشباب يعاني من حالة اكتئاب حاد بسبب مرضه وقد اقترب من الانتحار وكتب هذا علي المجموعة ، وبعد هذا المنشور بساعات قليلة نجد ان مجموعة من شباب المجموعة قرروا الاتصال بهذا الشاب وكونوا وفداً وذهبوا جميعاً لزيارته ودعمه حتى ساعدوه علي الخروج من كبوته ، وحالة اخرى لشاب مصري مغترب تم فصله من عمله واصبح طريداً فطلب احد الاعضاء مساعدته لجمع تذكرة سفر له للعودة للوطن ، ليتفاجئ الجميع ان مجموعة من الاعضاء قد جمعوا مبلغ تخطى حاجز العشرون الف جنيه حتى يستطع هذا الشاب ان يعود لمصر ويحاول ان يبدأ مشروع صغير بهذا المبلغ .
الامثلة كثيرة وجميعها يدعو للفخر ويمثل نوع من الرقي والانسانية التي غابت عن مجتماعاتنا منذ فترة لكن اصبحت هذه المجموعة بيت لهؤلاء الاخوة اللذين جمعتهم الصدفة وكونوا مدينة افتراضية فاضلة يساعدون فيها بعضهم البعض يفرحون معا ويحزنون معا لا فرق بين سوستجي واخر الا بالاحترام والمودة والاخوة
وفي النهاية اشكر الصدفة التى اصابت سوستة مؤسس المجموعة وجعلته يفكر في انشاء هذه المجموعة .
دمتم صناع السعادة ، دمتم علي فطرتكم الجميلة