إذا أردنا أن نعرف مدى تقدم أى دولة فأن الواجهة الأساسية لمعرفة ذلك هى الشارع.
الشارع وسلوكيات المواطنين فى أرجائه، هى صورة واضحة ومعبرة، عن مدى تقدم شعب هذا البلد.
فالمرور ونظافة الشارع، وتعامل الناس بعضها البعض .. احترام الأخر وعدم التعدى على حقوق وحرية الأخرين.. تأصل فكرة الملكية العامة ومدى المحافظة عليها .. والإلتزام بالقوانين… كلها مظاهر لمدى الرقى والتقدم أو العكس.
ومن هنا نجد أن الشوارع هى مرآة الشعوب، فهناك دول عندما تسير فى شوارعها، تشعر وكأنك داخل آلة منظمة، وهناك العكس، حيث تشعر بمدى الفوضى العارمة.
لذلك إذا أردنا أن نتقدم ونرتقى كما ننشد، فالبداية الحقيقة ليست فى حكومة جيدة أو قيادة مثالية .. البداية الحقيقة فى سلوكيات شعب ملتزمة وراقية.
وهنا قررت أن نبدأ سلسلة من الحديث والرصد عن سلوكياتنا فى الشارع.. نصورها وننقدها ونحاول أن نرى بوضوح، صورة واقعية عن تصرفتنا، وإلى أى مدى من التقدم نحن واقفون، نحاول أن نبرز الجيد وندق الأجراس حول ماهو سئ، لعل أن ننجح فى أن تكون تلك الأحاديث جزء صغير للتغير، والوصول إلى صورة أفضل فى شوارعنا.