لا يختلف أحد على أن التطور التكنولوجى هو الهدف الأول للعالم كله، الجميع يسعى وراء التكنولوجيا، الجميع يحاول أن يكون له السبق. فالتكنولوجيا هى الصراع المستمر بين جميع القوة فى العالم، ولكن بالتأكيد ليس عالمنا، نحن فقط مجرد مستخدمين لها، ننتظر الجديد لنلهث وراء تجربته واستخدامه.
وهنا تكمن المشكلة، وهى أننا نأتى بأنواع مختلفة من التكنولوجيا، وندخلها فى مجالاتنا المختلفة بهدف التطوير والوصول لمستوى أفضل فى نواحى الحياة المختلفة، وكل يوم نسمع ونرى مشاريع الحكومة فى تطوير الهيئات المختلفة وإدخال أحدث النظم المتطورة للحصول على خدمة أفضل ورفع الكفاءة الانتاجية لتلك الهيئات.
ويخرج علينا المسؤلين ليتباهوا بجلب أحدث النظم التكنولوجية فى العالم للعمل بها فى سبيل التيسير على المواطنين. وبالفعل نحن نرى كل ذلك فى أماكن متعددة مثل إدارة المرور أو نظام الرواتب والمعاشات، والذى أصبح باستخدام الكروت الذكية، والكثير من الأمثلة المتعددة.
ولكن المشكلة ليست فى الآلة.. المشكلة فى مستخدم تلك التكنولوجيا.. فلا يمكن أن نجلب أحدث الأجهزة وإدخال النظم الرقمية دون أن ندرب عليها مستخدميها من الهيكل الوظيفي، وليس فقط تدريبهم تدريب عملى على استخدام تلك الأجهزة، ولكن تطوير فكرهم القديم الروتينى الذى يصيب بالملل وتعقيد الأمور، لابد أن يفهموا أهمية عامل الوقت، إذا أردنا تحقيق التنمية التى طالما تحدثنا عنها، لابد من الاهتمام أولا بالعامل الإنسانى البشرى، وتطويره فكريا، ثم تدريبه تدريب ذو مستوى عالى على استخدام الأجهزة المتطورة، حتى لا نصاب بالكارثة التى تحدث بالفعل حاليا، فى فشل استخدام الموظفين للآلات الحديثة الموجودة لديهم.. لان النتائج أسواء بكثير من عدم استخدم التكنولوجيا من الأصل.