تحقيق – أمنية مجاهد
تمر مصر بأوضاع اقتصاديه واجتماعيه مأزومة وغير مسبوقة، وانخفاض بمعدل الدخل، وازدياد مستمر لنسبة البطالة، مع تقاعس الحكومات المتتاليه عن إيجاد حل لهؤلاء الشباب كي يحيوا حياة كريمة، يطل علينا شبح العنوسة.. وهو المصطلح الذي وُضع للفتيات اللاتي تأخرن أو ضاعت عليهن فرصة الزواج وتكوين أسرة. وعلي الجانب الآخر في صعيد مصر وأريافها، يطل علينا شبح آخر، وهو زواج القاصرات، والذي لا يقل خطورة عن شبح العنوسة، إذ تتزوج الفتاه قبل أن يتشكل وعيها…
وقد صرحت (أ.س) المتزوجه في سن ١٨ عام، أنها تعيش حياه لم تكن تحلم بها علي الإطلاق، وأنها حُرمت من مميزات عديده تمتع بها أقرانها ممن تزوجوا بمنتصف العشرينات، وأقرت أنها لم تختر شريكها علي أسس واضحة، ولم تكن تعلم مقياس اختيار شريكها، وأنها لو عاد بها الزمن للوراء، لن تكرر خطأها الذي أثر علي حياتها وأولادها بالسلب، حتي أنها لا تستطيع التراجع نظراً لوجود أطفال.
وعلي صعيد اخر، تقول (إيناس أ.) والتي تعمل بمجال الاتصالات، أنها بلغت السادسه والعشرين ولا تؤرقها فكرة عدم الزواج، وتابعت، أنها لن تلتزم بقاعدة السن في الزواج، فهي حينما ستجد الرجل المناسب ستتزوج منه فورا – حسب قولها -، وأنها ليست علي استعداد لأي تنازلات مقابل الحصول علي لقب متزوجة.
وعلي الجانب الآخر تقول (س. م): “أنا حُرمت من الحياة، بحرماني من نعمه الزواج”، وتضيف أنها لم تتقبل هذه الفكرة إلا عندما بلغت الأربعين، نافية أن تكون تخلصت من اليأس والإحباط والتوتر، وأن أكثر ما يزعجها هى نظرة المجتمع لها وحرمانها من الأمومه.
من جانبه، صرح “معتز الشناوي” أمين عام الإعلام بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، بأن الزواج مقترن بنضج الفتاة وقدرتها علي الاختيار الصحيح، وأن التدخل في اختيار الفتيات يدمر حياتهن، وأوضح أنه لا يرى أزمه إطلاقاً في تأخر سن الزواج، وأن الفتيات يعانين من نظرة المجتمع إليهن بالانتقاص وليس من عدم الزواج.
وتابع الشناوي حديثه، بأن العادات البالية هى العامل الأكبر في مشكله العنوسة، والمغالاه في مستلزمات الزواج، وأكد أن معيار الفتاة لابد أن يكون التوافق الفكري والنفسي والثقافي، وبدونه ستتعرض الزيجة للفشل الحتمي، مضيفاً أن عدم الاستمرار أفضل من التمسك بحياة بالية.
وفي الجانب النفسي، أكد الدكتور “محمد عاكف” استشاري الطب النفسي بجامعه الزقازيق، أن الزواج المبكر يُعد من أخطر الآفات التي ينتج عنها طلاق مبكر، وأمراض نفسية للفتاة التي تحمل مسؤولية هي غير قادره علي تحمل تبعاتها.
وتابع عاكف، أن العنوسة لا تقل خطراً علي المجتمع من الزواج المبكر، إذ ينتج عنها أمراض نفسية منها القلق والتوتر والإحباط، وأن هناك فتيات تتلخص أحلامهن في فكرة الزواج والأمومة، مؤكداً أن منتصف العشرينات هو السن المناسب للزواج، حيث تكون الفتاة قادرة علي الاختيار السليم. وبين الزواج المبكر والمساوئ المترتبة عليه، والعنوسه وتبعاتها علي المجتمع، تترنح الفتيات المصريات في ظل ظروف اقتصاديه واجتماعيه لا يمكن وصفها إلا بالصعبة.