كتبت – منه جمال
تسلمت القوات المسلحة، ثاني غواصة حديثة من طراز (209/1400) والتى تم بناؤها بترسانة شركة “تيسين كروب” بمدينة كيبل الألمانية، حيث قام اليوم الثلاثاء 8 أغسطس 2017، الفريق أحمد خالد حسن، قائد القوات البحرية، برفع العلم المصري على الغواصة، إيذاناً بدخولها الخدمة بالقوات البحرية المصرية.
وقام قائد القوات البحرية، بتدشين الغواصة الثالثة من نفس الطراز، وذلك ضمن عدة غواصات مخطط انضمامها للخدمة بالقوات البحرية، طبقاً لبرنامج زمني محدد، يعكس عمق علاقات التعاون التى تربط البحريتين المصرية والألمانية، وجهود القيادة السياسية، ودعمهما الجاد والقوي لدفع العلاقات بين البلدين الصديقين فى العديد من المجالات.
وتمثل تلك الغواصة، خطوة هامة، في طريق ستمرار الجهود المبذولة فى دعم القدرات القتالية والفنية للقوات البحرية المصرية، وتطويرها وفقاً لأحدث النظم القتالية العالمية.
وتم إعداد وتأهيل الأطقم التخصصية والفنية العاملة على الغواصة فى توقيت قياسي، وفقاً لبرنامج متزامن بكل من مصر وألمانيا للإلمام بأحدث ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا الغواصات، بذل خلالها رجال القوات البحرية الجهد والعرق فى العمل والتدريب، ليكونوا جديرين بالثقة التى أولاها الشعب المصرى لهم، وتنفيذ كافة المهام التى تسندها القيادة العامة للقوات المسلحة لهم بكل كفاءة وإقتدار.
ونقل قائد القوات البحرية خلال الكلمة التى ألقاها تحية وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، إلى كل من تقدم بالدعم والمساهمة فى إتمام تلك الصفقة، على دعمهم المستمر لبرنامج الغواصات المصري والذي توج بتسلم مصر أول غواصة من طراز “209 /1400” فى الفترة الماضية واستلام الغواصة الثانية من نفس الطراز فى الوقت الراهن.
وأوضح الفريق أحمد خالد، أن مصر لديها من الكوادر القادرة على استيعاب التكنولوجيا الحديثة فى التشغيل والصيانة والعمل بكفاءة تامة على الأنظمة الحديثة، فمصر كان لها السبق فى دخول سلاح الغواصات كأول دولة فى الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأشار الفريق، إلى الجهد المضني الذى تقوم به البحرية المصرية خلال الفترة الماضية لإعادة تطوير وتأسيس الأسطول البحري والبنية التحتية التي تليق به، من أرصفة وقواعد ومنشاَت وخدمات متنوعة ضمت واحد من أكبر أرصفة استقبال الغواصات المغطاة، بالإضافة إلى أحدث أنظمة التدريب والمحاكاة لتدريب أجيالاً من الأطقم العاملة مستقبلاً.
وأضاف أن هذا النوع من الغواصات هو تنفيذاً لاستراتيجية عسكرية مصرية تهدف لتطوير القدرة على مواجهة التحديات والمخاطر التى تشهدها المنطقة، وللحفاظ على مقدرات الوطن وإعلاء كلمته وتحقيق السيطرة الكاملة على على السواحل المصرية الممتدة بالبحرين الأحمر والمتوسط.
وأكد قائد البحرية المصرية، أن تلك الصفقات ساهمت فى رفع القدرات القتالية لوحداتنا البحرية بما يمكنها من مجابهة كافة التهديدات التى تؤثر على الأمن القومي المصري وتكون بمثابة رسالة ردع لكل من تسول له نفسه تهديد الأمن القومي المصري.
وأعرب عن سعادته بالشكل الذى تتم به عملية الإعداد والتأهيل للفرد المقاتل باعتباره الركيزة الأساسية التى تستند عليها القوات البحرية المصرية من خلال الاطلاع الدائم على التطور التكنولوجي المتلاحق واتباع أحدث المناهج التعليمية فى المجال البحري، بالإضافة إلى الخبرات المكتسبة من خلال الاشتراك فى التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة والتوسع في استخدام أحدث نظم المحاكيات العالمية، موجهاً الشكر والتقدير لشركة KMS على ما قدموه من دعم بالغ وروح يملؤها الانضباط والالتزام والتعاون والإخاء فى العمل مع الأطقم المصرية خلال فترة التدريب على الغواصة.
كما أوصى طاقم الغواصة 42 باستمرار بذل أقصى طاقاتهم من أجل الحفاظ على أعلى معدلات الكفاءة للغواصة، والتطوير الدائم علمياً وعملياً لتحقيق أقصى استفادة في تنفيذ كافة المهام الموكلة إليهم.
وأوضح الفريق أحمد خالد، أن استلام الغواصة 42 يأتي نتيجة التعاون المثمر بين الجانبين المصري والألماني، متطلعاً أن تشهد المرحلة القادمة المزيد من التعاون والتكامل بين البلدين الشقيقين.
حضر مراسم التسلم، راينار برينكمان، نائب قائد القوات البحرية الألمانية، وثيلو رولفز، وزير الدولة فى وزارة الاقتصاد والنقل والعمل والتكنولوجيا والسياحة فى ولاية هولتشاين، وقائد الأسطول الأول الألماني، ورئيس مجلس مدينة كييل، والسفير المصري بألمانيا الدكتور بدر عبد العاطي، وعدد من أعضاء الجالية المصرية بألمانيا.