حضرت في نهاية الشهر الماضي مهرجان الشعر العربي في دورته العاشرة و هو واحد من اهم المهرجانات في مجال الثقافة و المحافظة علي التراث في مجال الشعر العربي بدعوة كريمه من مؤسسة البابطين الثقافيه…. و في الحقيقة فإن علاقتي بالمؤسسة علاقه حديثه اما علاقتي بمن انشاها تمتد لعشر سنوات و اكثر و هو السيد الدكتور عبد العزيز سعود البابطين ذلك الرجل العاشق لوطنه العربي العاشق للغته.
لغه القران الكريم، فلقد رفع منذ سنوات عديدة شعار الحفاظ علي التراث و الثقافة العربية، لانه مؤمن بان الثقافه العربيه عظيمة و ثريه ولابد من الحفاظ عليها خاصه في ظل التحديات التي تمر بها امتنا العربيه، و خاصة مع الغزو التتاري الذي حاول طمس معالم عالمنا العربي و اجهاض ثقافته…. تحديات كثيرة بدات منذ هجرة اليهود الي فلسطين و ربما قبل ذلك، ثم العمل علي تهويدها و محو كل ما هو عربي و اسلامي فيها وما طال فلسطين العربيه طال عددا من الدول العربية و الإسلامية
و هنا يظهر اهميه هذة المؤسسة في الحفاظ علي التراث العربي، فعند زيارتي لمكتبة البابطين اول ما لفت نظري هذه القطعة الجميلة من ستار الكعبه المشرفة الموجود في بهو المكتبة التي فيها دور كامل يحمل اسم الاستاذ / عبد الكريم البابطين و علي جدران المكتبة صورا لكبار الشعراء و المثقفين العرب تحتوي المكتبة علي امهات الكتب في مجال الثقافة العربية و التراث و الشعر العربي.
تم جمع محتويات هذة المكتبة من شتي بقاع الأرض.. كذلك المعاجم العظيمة المحتوي، و لكن اكثر ما لفت نظري هو وجود (كتاب وصف مصر) و هنا وقفت بنظرة اجلال و تقدير مرتين الاولي لكتاب ( وصف مصر) في واحدة من اندر النسخ الأصلية لهذا الكتاب العظيم و الثانيه انني رايتها في الكويت الشقيق.
هنا ادركت حقيقه ان العرب كيان واحد لقد مس وجود كتاب ( وصف مصر) قلبي كمصريه عربيه فكتاب بهذة الاهميه يحرص د /عبد العزيز البابطين علي وجوده في مكتبه البابطين اكبر دليل علي عشق هذا الرجل لمصر و تاريخها و عظمتها هو مدرك تماما لكل هذا ووجود هذا الكتاب بالكويت جعلني اشعر باهميه الوحدة العربيه لقد غير البابطين حلم الوحدة من مجرد شعار الي حقيقه ملموسه فنحن العرب مزقتنا عن عمد او غير عمد الطائفية و العصبية و المصالح الضيقة بلا وعي او مبرر .
كذلك تحتوي المكتبه على كل وسائل الراحه وبها الامكانيات التي تجعلها قبله للدارسين و مرجع هام للباحثين و طلاب العلم كذلك لم تنسي المؤسسة و امينها العام السيد الاستاذ/ عبد الرحمن البابطين اتاحة الفرصة للمكفوفين و ذوي الاحتياجات الخاصه للدراسه و البحث و الاطلاع.
والحقيقه اذا حاولت رصد كل ما ابهرني في زيارتي للمكتبه سيطول الحديث و لكن الذي ابهرني كامل الابهار هو السيد الدكتور/ عبد العزيز سعود البابطين شخصيا هذا الرجل لم ينشئ مؤسسة و انما هو مؤسسة في ذاته تتحرك علي اقدام فهو مدعاة للفخر و نموذج للرجل العربي الاصيل في كل ملامح حياته فهو فخر لكل عربي في كل العالم فهو نموذج للاصالة و الكرم و الطيبة و التواضع فهو الرجل المثقف بلا تزيد الواعي بلا ضجيج الاصيل بلا تفاخر الذكي بلا غرور، فهو يمشي بهدوء يستقبل الضيوف بحفاوة يعلق برزانه الابتسامة لا تفارق و جههه الطيب البشوش يعطي الناس اقدارهم و تشعر في ضيافته انه لا يوجد غيرك فهو نموذج غير متكرر بلا اي مجاملة او تملق فانا – و يشهد الله – اقول ما علمته عن الرجل و ما شهدته بام عيني ‘‘ الدكتور البابطين فخر لكل مواطن عربي من المحيط الي الخليج ‘‘ فهو شخصيه عالمية في حقيقة الامر و هو فخر لكل عربي و سفير فوق العادة يحمل في قلبه الكويت و يحمل في عقله و قلبه الامه العربية لقد جمع بفكرة و سياسته الامه العربية و قدم من خلال مهرجان الشعر العربي نموذج مصغر للجامعة العربية .. تجمع للمثقفين العرب من المحيط الي الخليج و حتي جزر القمر تجمع علي ارض الكويت الجميلة الطيبه نتناقش نتبادل الخبرات و الآراء نسمع و نتكلم تحت مظلة البابطين تحية تقدير و امتنان لهذا الدور العظيم و لمؤسسة البابطين و مؤسسها و العاملون عليها.