عندما أخذت الولايات المتحدة الأمريكية المشعل عن بريطانيا في الوصاية على المصالح الصهيونية، من خلال الدور الذي لعبته في هيئة الامم المتحدة وتدخلاتها في تكوين دولة “اسرائيل” على حساب عروبة فلسطين وحرية شعبها العربي، ومساعدة الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الكيان كانت ولا زالت، وتتجسد اساسا في الدعم السياسي والاقتصادي وان التقاء هذه المصالح واضح المعالم وواضح الأهداف.
ولعل التطورات التي شهدتها المنطقة العربية من خلال “الثورات” في عديد من الاقطار والمخلفات الخطيرة لما يسمى”بالربيع العربي” خلق ارضية ملائمة لبداية تنفيذ التوسع الصهيوني وانجاح مخطط سايكس بيكو الجديد وخلق حالة من التشذرم والانقسامات الطائفية والمذهبية.
ففي حين نجحت الحركة الصهيونية في كسب حليفها الاولي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاء من بقية الدول الاوروبية يستمر العجز والهوان العربي ويتجسد هذا العجز اساسا في انعدام وجود قراءة للواقع وايجاد منهجية ورؤية واضحة لطبيعة الصراع العربي الصهيوني والغاية منه.
ومن هنا جاء قرار الرئيس الأمريكي ترامب الغير مستغرب الذي قرر به جعل القدس عاصمة لدولة الاحتلال الصهيوني، وتوالت الاحتجاجات الشعبية في الوطن العربي وسط عجز الحكومات العربية عن تقديم حلول فعلية لإيقاف التوسع الصهيوني في فلسطين و في كامل الوطن العربي.
لذلك لا بد من خلق معادلات جديدة وفرض توازنات جديدة في هذه المنطقة وهذا لن يتم الا عبر سعي عربي لفرض واقع جديد يجبر الدول الغربية على تغيير سياستها تجاه الوطن العربي.