كتبت – إيمان دياب
تحت عنوان “انتي مش لوحدك.. تم عقد لمؤتمر السنوي الخامس لقسم الجراحة بالإسكندرية بحضور عدد كبير من استاذة كليه الطب جامعة الإسكندرية وبحضور نخبه من الاساتذة علي رأسهم الاستاذ الدكتور “عمرو عبد العزيز” والأستاذ الدكتور “أحمد طارق” و الدكتور “حازم المنسي” و الدكتور “محمود الحسيني” ولفيف من الأساتذة في مختلف التخصصات.
وكشف المؤتمر عن إمكانية الشفاء التام من مرض سرطان الثدي باذن الله، اذا اتبعنا الخطوات الطبية السليمة.
فمع التطور الهائل فى الرعاية الصحية أرتفعت فى الفترة الأخيرة نسبة حدوث الأورام بشكل يراه الكثيرون مزعج وسخيف وينذر بفناء البشرية فى حين أن هذا فى الحقيقة يعكس أمور نحاول جميعاً تجاهلها والتغاضى عنها ألا وهى أن نسب الشفاء من أمراض أخرى اصبحت أكثر ارتفاعاً ولذلك أعلنت المؤسسة الأمريكية لمقاومة الأمراض منذ مارس 2015 أصبح السرطان هو القاتل الأول للأمريكيين متقدمتاً بذلك أمراض القلب وذلك بفضل التقدم الهائل فى الرعاية القلبية والقساطرة وغيرها.
وعليه أصبحت معدلات الأعمار متقدمة وتتحسن من عام الى أخر وبالتالى يعيش الأنسان فترة أطول وتزداد فرص حدوث أورام لديه.
لم يعد السرطان ذلك الغول المخيف الذى يخشاه البشر فقد تخطت نسبة الشفاء من أكثر من الثلثين من المصابين ونعني بذلك الشفاء التام بدون أثر للأرتجاع وهذه النسب العالمية من الشفاء من الصعب تخيلها فى أمراض أخرى يتعايش الأنسان معها بدون اى نسب شفاء على الأطلاق مثل السكر والضغط والربو و غيرها .
وقد أظهر التقرير الأخير الذى أصدرته المؤسسة الأمريكية لمقاومة الأمراض فى مارس الماضى أستمرار الأنخفاض فى معدلات الوفاه من السرطان وذلك ليس فقط بسبب التقدم فى طرق التشخيص أو ظهور أدوية جديدة بل فى التحسن الواضح فى فلسفة العلاج التى تقوم على النظام المتكامل بمعني علاج المرض فى مراكز أورام متخصصة تقدم كافة خدمات الأورام وكذلك الرعاية المتكاملة التى يحتاجها مريض الأورام وفى نفس الوقت التى تخضع لرقابة من مؤسسات علمية عالمية مثل الجمعية الأمريكية للأورام أو الجمعية الأوروبية للأورام.
يذكر مركز SUN هو التطبيق العملي الحي للنموذج الذى تفضله هذه المؤسسات ولذلك كان أول مركز فى الشرق الأوسط يحصل على الأعتماد الأوروبى فى هذا الأتجاه وتم تجديد الأعتماد فى العام الماضى حيث يستطيع المريض أن يحصل على الخدمة المتكاملة للأورام من تشخيص وعلاج كميائى واشعاعى و دعم للمريض بالأضافة إلى الخدمات المتميزة مثل عيادات الوراثة الجينية للأورام و التغذية العلاجية والعيادات المشتركة والتي يتم فيها مراجعة الحالات ومناقشتها من أكثر من أستشارى فى تخصصات مختلفة ويتم كل هذا وفقاً للمعايير الأروبية وتحفظ السجلات الألكترونية للمرضى والذين تجاوز عددهم حتى الأن أكثر من أربعين ألفا فى ملفات تحترم خصوصية المريض ولا يحق الأطلاع عليها إلا للأطباء المعالجين والمريض شخصياً وذلك حسب النظم المعمول به فى أرقى المراكز الأمريكية و الأوروبية وتعتبر مشاركة المريض فى أتخاذ القرار من الأسس التى يوصى بها فى علاج الأورام ولا يمكن أن يحدث ذلك الا إذا تمت عملية التثقيف الصحى على مستوى عال وشعر المريض أنه جزء فعال فى المنظومة العلاجية ويشارك فى إتخاذ القرار بناءً على معلومات موثوقة تقدم إليه بطريقة واضحة يسهل فهمها والتعامل معها وتوضح له مصادر المعلومات الصحيحة التى يجب الرجوع إليها ومن خلال هاتف حى يتيح له التواصل مع الفريق الطبي المعالج حتي تصبح المعاناه من هذا المرض تاريخاً يجب نسيانه ولا أدل على ذلك من شفاء شخصية مثل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر من سرطان الجلد المتقدم والذى أنتشر الى المخ بإستخدام عقاقير حديثة أتت بنسبة نجاح مائة فى المائة وهو فى سن الثانية والستعين وكذلك السيناتور جون ماكين الذى عولج من ثلاثة أنواع مختلفة من السرطان ومازال يمارس نشاطه بكل فاعلية.
فلسنا فى مصر باقل إمكانيات ولا خبرة من هذه الحالات التى يظنها البعض نادرة فى حين أنها تتكرر لدينا كثيرا ولكن طبيعة المجتمع المتحفظة التى ترفض سرد هذه التجارب هى التى تحرم المجتمع من المشاركة فى هذه الخبرات الإيجابية.