كتبت – أمنية مجاهد
العنف ضد الأطفال أصبح الظاهرة الأكثر انتشاراً والتي لا تلاقي الاستهجان في كثير من الأحيان إذ يلفظ المجتمع نوع من العنف ويرضي بالآخر.
وقد تعددت أشكال العنف فالآونة الأخيرة ومنها العنف الأسري والعنف بالمدارس وعنف الشارع والعنف الجنسي والذي تعددت صوره وأشكاله بداية من التحرش اللفظي والبدني وصولاً لأعلي مراحله وهو الاغتصاب.
تقول (ر.س) أن أطفالها يتذوقون الويلات من والدهم والذي يبرر الإيذاء الجسدي والنفسي لهم بالتأديب وهي لا تجد حيلة لدفع الضرر عنهم، وتابعت أن صحتهم النفسية أصبحت من سئ لأسوأ وأصبحوا سريعي الغضب وعدوانين ولا يتورعون في إيذاء غيرهم.
ويبرر (أ.ح) عمالة الأطفال الموجودة لديه في جمع الخردة، بأنهم يتقاضون أجراً مقابل عملهم وهو لم يجبر أحد علي للعمل، بل هم وذويهم من سعوا للعمل من أجل المال، وردد أنه يقوم بضربهم والشتم إذا استدعي الأمر لذلك مبرراً أنهم أطفال ولا يمكن تعليمهم المهنه إلا بالضرب!
وعن الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له طفلتها ذكرت (ن.ل)، أنه لا يوجد قانون يعيد حق طفلتها وأن الصمت هو الحل الأفضل من حفاظاً علي سمعة ابنتها، التي أصبحت تعاني من حب العزلة والانطواء الشديد، وفقدت الثقة بكل من حولها.
وباللجوء للدكتور (محمد هشام) أخصائي الطب النفسي للأطفال، أكد أن أغلب من يلجأ للعلاج من الأطفال هم من تعرضوا للعنف الأسري والجنسي، وأن العنف سبب رئيسي لأمراض الرهاب الاجتماعي والانطواء، وحب العزلة وأكد أن العنف الجنسي الأشد إيلاما علي النفس البشرية، فما بالنا بطفل لا يجيد دفع الضرر عن نفسه! وأكد أنه سبب لعدم مقدرة الأطفال لتكوين علاقات اجتماعية وفقد الاستشعار بمشاعر الناس.
وذكر هاشم أن بعض حالات العنف، تصنع مجرمين وقتلة، وأن العنف اللفظي هو سبب لمشاكل اجتماعية، إذ يعتاد الطفل سماع الألفاظ النابية وممارستها في حياته وتعاملاته.
وعن حلول مكافحة العنف ضد الأطفال، قال هاشم، أنه لابد من تفعيل قوانين رادعه وتوعية الولدين بمخاطر العنف ودعوة الأسر للتراحم والترابط الذي حضت عليه الشرائع السماوية، واقترح إنشاء دور لرعاية منكوبي العنف.
وعن دور المجتمع صرح هاشم، بأنه لابد من الإبلاغ عن حالات العنف وإنشاء شبكة للمناداة بحقوق الأطفال بدون تفريط.
وبين تبرير المجتمع لبعض العنف ولفظ بعضه، وتراخي القوانين ومنظمات المجتمع المدني عن إيجاد حل جذري يظل أطفالنا فريسة سهلة للعنف وتبعاته!