كتبت – هاجر محمد موسى
انتشرت في الأوانه الاخيره براثن الارهاب في كل مجال من مجالات الحياه، بدايه من الارهاب التفجيري والذي يقوم به التكفيرين ضد الدوله بمؤسستها وضد كافة اطياف المجتمع ممن يختلفوا مع الارهابيين دينيا او ايدلوجيا، مرورا بالارهاب الفكري والذي يمارس ضد الفتيات والنساء من اساليب عنصريه للتفرقه بينهن وبين الرجال على اساس النوع، نهايه بالارهاب ضد التراث والاثار والتاريخ المصري القديم.
لقد شاهدنا جميعا التفجيرات التى نالت من قلب الوطن، فالكنائس المصريه والكمائن ووحدات الحراسه للجيش على الحدود، ختاما بحادثه مسجد الروضه، حيث استهدفت تلك الحوادث الغاشمه ابناء الوطن بكافة دياناته وطوائفه،
وفي ذات الوقت الذي ينتشر فيه الارهاب بلا تشريعات رادعه له، ينتشر الارهاب الفكري ضد اصحاب الايدلوجيات الفكريه وضد النساء في كل مكان في مصر.
كما ينتشر الارهاب ضد التراث والاثار، حيث بيدعوا الارهابيين في كل مكان لهدم التماثيل، لاعتبار التماثيل من الحضارات اصنام، كما يحدث الآن في العراق وسوريا وعدة محاولات تخريبيه لاثار مصر، كما حدث من تشويهات وكسر لعده تماثيل على رأسها تمثال عروس البحر في الإسكندريه.
ولكن كما ينتشر الارهاب في صور عدة، فهناك طرق عدة لمقاومته، على رأسها “نشر ثقافة العمل التطوعي”.
دعا “مؤتمر شباب العالم” كافة الشباب الى تعزيز ثقافة العمل التطوعي، والتى تأتي بإنشاء كيانات داعمة للعمل التطوعي بين شباب العالم والعالم العربى، والتعاون فى نشر ثقافة العمل التطوعي فى المجتمعات، نظرا لأهمية الأعمال والمؤسسات التطوعية في نبذ قيم العنف والتطرف ونشر قيم التسامح ومحاربة الارهاب بشتى أنواعه بداية من الارهاب الفكري، حيث قام الرئيس بتكريم النماذج المضيئة للتطوع والعمل الاجتماعي فى المجتمع ليجعلهم ليحث بهم غيرهم من الشباب على محاربة الارهاب بالتطوع.
ولا شك ان للعمل التطوعي اهمية كبيرة وجليلة، تؤثر بشكل ايجابي في القضاء على الارهاب، وفي حياة الفرد والمجتمع والاسرة، ويساعد على الاخاء والقيم النبيلة والتكاتف الاجتماعي والمبادرة الى القيام بالاعمال الانسانية، والتفاني بها ويساهم في تحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي والاحوال المعيشية واستثمار اوقات الفراغ بشكل افضل وامثل، وهو ركيزة اساسية للمشاركة والتعاون والاخاء.
العمل التطوعي بمجمله عمل غير ربحي وغير وظيفي او مهني، ويقوم به فرد او مجموعة من الافراد في سبيل تقديم اية مساعدة، لانه شريحة من شرائح المجتمع وتنمية مستواها المعيشي.
ظهرت فالآونه الاخيره في مصر وكافة البلاد العربية والاجنبيه، مجموعه من الجمعيات والمؤسسات التى تهتم بالاعمال التطوعيه وتستقبل المتطوعين، من اجل خدمة البشريه، حيث يطلق عليها عالميا NOG (المؤسسات غير الهادفه للربح)، وعلى رأس تلك المنظمات واقدمها، “الهلال الاحمر المصري”، الذي له فروع في كافه انحاء العالم، والذي يحارب الارهاب بطريقته، بنشر قيم التسامح والمساوة وعدم التحيز، ومساعدة البشر كافة، بغض النظر عن ديانتهم او لونهم او ايدلوجياتهم، كذلك يقوم بمساعده ضحايا الارهاب وضحايا الكوراث، بالدعم النفسي وبإصلاح ما دمره الارهاب من منازل واماكن، ومساعده الجرحى والاطفال لانتصار على وحش الارهاب كما حدث مؤخر في قريه الروضه، كما يقوم بتدعيم المساعدات للاجئين على الحدود او سوريا وغيرها من البلاد التى نالها وحش الارهاب.
يؤكد الدكتور أحمد جعيصة، مدرب الاسعافات الاولية، وعضو فرق الطوارئ بالهلال الاحمر، إن التطوع يقدم خدمة تفيد المجتمع وتحسن من مستواه الاجتماعي والاقتصادي، مما يؤدي بالتبعية لتخفيف التوتر والغضب المجتمعي الذي ينشئ الإرهابيين، فبالقضاء على اسباب الإرهاب المجتمعيه، يتم التصدي للإرهاب.
كذلك تقوم عدة مؤسسات اخرى منها مؤسسة “ماعت” للسلام والتنميه وحقوق الإنسان، بتنفيذ آليات الاستعراض الدوري الشامل، والتي تعمل على تنفيذ بنود حقوق الانسان ونبذ الارهاب في مصر وفي كافه البلاد العربيه والاجنبيه، وتقديم التوصيات والمشاريع المناهضه للارهاب حول العالم.
وإذا تطرقنا لمختلف اشكال محاربه الارهاب، لوجدنا ان محاربه والقضاء على العنصريه ضد النساء والفتيات، حيث انها تعتبر من الارهاب الفكري والارهاب الفاشي النابع من افكار دينيه مشابهة لداعش، تدعو للقضاء على دور المرأه في المجتمع، والزامها بزي معين بل واسترقاقها إذا لزم الامر، ولهذا قامت عدة مؤسسات وبمساعدة الامم المتحده واليونسكو، بإنشاء قطاع عريض من المنصات والروابط التى تحمي الفتيات من ارهاب الدواعش.
ومن اهم تلك الروابط، “الرابطه النسويه للفتيات”، التابعه لليونسكو، والتى تحاول مع غيرها من المؤسسات منع التمييز على حسب النوع وحمايه الفتيات من مخاطر الارهاب الفكري.
ولأن الارهاب لا يقتصر على الافراد، فهناك ارهاب على المؤسسات والآثار والتاريخ، قامت عدة مؤسسات تدعو للحفاظ على التراث من مخالب الارهاب الوهابي الذي يعتبر الآثار مثل تماثيل الفراعنه “اصنام”، على حد وصفهم لذلك سرت ايدي الفساد في تلك الاثار، مما دفع هيئه الامم المتحده والاتحاد الاوربي، إلى إشراك المؤسسات المهتمه بالتراث مثل مؤسسه “راقوده للتراث” بالإسكندريه لحشد متطوعي كليه الآثار من الشباب والمهتمين لزياره وترميم تلك الاثار.
وقد ساهمت هذه المؤسسات وبرز دورها من قبل “مؤتمر شباب العالم”، وشعروا بالتحفيز والانجاز بعد اتفاق كل شباب العالم، على ان بالتطوع سيتم انقاذ الوطن، وسيتعلم الشباب كيفية مواجهة الارهاب .. وأن مكافحة الفساد هى جوهر التطوع.