كتبت ـ آية عبده
أعلن رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري،اليوم، عن المشروع السياسي لـ”تحالف القوى العراقية” الذي يضم الكتل السياسية السنية في الحكومة والبرلمان العراقيين، لمرحلة ما بعد “داعش”.
وقال سليم الجبوري، خلال مؤتمر صحفي عقده مع القادة السياسيين لـ”تحالف القوى العراقية ” لتوحيد مواقفهم للمرحلة القادمة، بمنزله في العاصمة بغداد، إن الاستقرار لا يكون إلا باستقرار المناطق التي تعرضت للإرهاب.
وأضاف رئيس البرلمان العراقي عقب الاجتماع “أن تحقيق الاستقرار مرتبط بأمور منها بناء الإنسان، ورفض الفكر المتطرف، وبناء الأرض والإعمار، وإعادة النسيج الاجتماعي بمصالحة حقيقية، وضمان حياة كريمة للمواطنين في تلك المناطق”.
وشدد الجبوري على أن هذا الجهد لا يعني بأي حال التعبئة السياسية، ولا يقصد التكتل على أساس النوع أو الجهة أو الطائفة، بل هو ترتيب الصف وتوحيد الرؤية والتضامن بين أبناء البلد الواحد، بحسب ما جاء على لسانه.
وأكد رئيس البرلمان العراقي أن “الجهود ترمي لإيجاد حلول منطقية وواقعية لجغرافيا تعرضت لأعنف عملية إبادة وتدمير واستباحة في الدماء والأعراض والتاريخ”، مشيرا إلى أن هذه المبادرة ستكون خطوة جادة يليها الفعل الوطني الحقيقي، والمزيد من التنسيق السياسي للبيت العراقي الداخلي.
وبين أن المبادرة ستعمل على تضميد الجرح التاريخي الذي تركه تنظيم “داعش” في جسد العراق، والوقوف من جديد لإعادة البلاد إلى الركب الدولي.
وبخصوص برنامج عمل التحالف، قال الجبوري إنه سيعمل، بالتعاون مع الحكومة والجهات التنفيذية ومع المنظمات الدولية والدول الداعمة، على إيجاد الحلول السريعة والحقيقية لمشكلة النزوح وإعادة النازحين إلى مناطقهم.
هذا ويأتي اجتماع القوى السياسية السُنية بالعراق، في وقت يسعى فيه التحالف الوطني الشيعي إلى طرح ملفّ التسوية السياسية، عقب تحذير أطراف داخلية وخارجية من خطورة مرحلة ما بعد طرد “داعش” من الموصل مركز محافظة نينوى، شمال العراق.
ويعود التخوف من مرحلة ما بعد “داعش” إلى غياب التوافق السياسي على قضايا أساسية تتعلق بالمدن المحررة من سيطرة التنظيم، كطبيعة الإدارة في ظل التعددية السياسية والقومية والطائفية.
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن رسميا الإثنين 10 يوليو ، تحرير مدينة الموصل بالكامل من تنظيم “داعش” الإرهابي، بعد معركة استغرقت قرابة 9 أشهر، وأدت إلى الكثير من الخسائر البشرية والمادية، ونزوح أكثر من 900 ألف شخص.
غير أن مراقبين يرون أن المعركة لم تحسم بعد بشكل كامل، لوجود الكثير من بقايا التنظيم متخفين في بعض مناطق المدينة.