كتبت : سلوى عثمان
في اطار سعي الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات بدراسة الظواهر المجتمعية التي تتعرض لها النساء في مصر، فإننا ندق ناقوس الخطر وننوه إلى وجود كارثة حقيقية تواجهها النساء في المجتمع المصري وهي ازدياد ظاهرة العنف بشكل مبالغ فيه حيث شهدت مدينة المنصورة جريمة وحشية لفتاة جامعية قتلها زميلها الطالب بنفس الجامعة أمام اسوار المدينة الجامعية لرفضها الزواج منه عدة مرات! بعدما شهر بها ونشر صورها علي وسائل التواصل الاجتماعي وتم الاحتكام الي المجالس العرفية التي انهت الخلاف ظاهريا الا ان المجرم القاتل ظل يتبع الضحية في كل مكان وهو ما بث الرعب بعروق الفتاه قبل مقتلها بدقائق الا انه لحق بها ونفذ ما هدد به امام الجميع في وضح النهار وذبحها بدم بارد مما ينذر بوجود أزمة حقيقية وصل إليها المجتمع من تفكك وعنف شديد تتعرض له النساء بجانب القتل والاغتصاب في الشوارع والبيوت نتاج للموروثات الشعبية التي تضطهد النساء على مدار عقود من الزمان، وقد ازدادت جرائم العنف ضد النساء على مدار السنوات الأخيرة وأصبحت الجرائم أكثر وحشية والعنف الممنهج ضدها يزداد بطريقة تجعل النساء لا يمكنها أن تشعر بالأمان في مجتمعها، وعند النظر في جرائم العنف الأخيرة نجد تلك الزوجة التي قتلها زوجها بعد 18 يومًا من زواجهما لطلبها 5 جنيه لمصروفات المنزل والرجل الذي قام بقتل زوجته وأسرتها بعدما قام بتعذيبهم في مطلع عام 2022، وهذا جزء لا يتجزأ من حالة العنف الذي يمر به المجتمع المصري بشكل عام ولا يمكن أن ننسى جريمة الإسماعيلية والذبح في وضح النهار أمام المارة.
الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات تؤكد مرارًا وتكرارًا أن هناك عوامل كثيرة تتفاقم بسببها ظاهرة العنف المجتمعي ويجب على الدولة المصرية اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المجتمع من العنف المتزايد وتحديدًا الفئات الأكثر استضعافًا في المجتمع كالنساء اللاتي تتعرض كل يوم لعنف متزايد سواء كان عنف منزلي أو عنف في العمل أو عنف في الشارع، ومع تزايد اهتمام الدولة المصرية بالنساء وتمكينهن على المستوى السياسي والاجتماعي وتقلدهم لعدد من المناصب من فترات طويلة جدًا لم نشهد هذا الكم، إلا أننا يجب أن نضع برامج حماية للمرأة المصرية. وهو ما يجعلنا ننادي السلطات المصرية باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان توفير الأمان للفتاة والتوقيع على الاتفاقيات الدولية التي تدعم بشكل فعّال حقوق النساء والنظر مرة أخرى في التشريعات الخاصة بحماية النساء من العنف ووضع برامج توعية للمجتمع باحترام النساء، كما أن الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات توصي المراكز البحثية الخاصة بالدولة بدراسة الظاهرة ومعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا التزايد المخيف في حالات العنف ووضع الحلول لتجنب كوارث حقيقية تصبح خطرًا على تماسك المجتمع وقوته.
الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات تناشد الدولة المصرية أن تفعّل القوانين والتشريعات الموجودة بكثرة من أجل تحقيق أحكام رادعة على كل من ينتهج العنف طريقا للتعبير عن جهلة ، والنظر في كل الأسباب التي يتزايد معها وتيرة العنف الممنهج داخل المجتمع، والوقف فورًا لآليات الفتنة وغياب الوعي لدى المجتمع، واستمرارية دعم النساء لتحقيق مجتمع آمن وشارع آمن لهن، كما تطالب الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات زيادة الدوريات الأمنية أمام الجامعات والمدارس من أجل حماية أفضل للنساء والفتيات، ليس فقط خوفًا من القتل ولكن لما تتعرض له الفتيات من مضايقات مستمرة طوال أيام الدراسة وخصوصا غياب الدور الفعال من قبل إدارة الجامعات والمدارس وهو ما وضح جليا بين طيات البيان الهزيل الغير مسئول الذي خرج من إدارة جامعة المنصورة من اجل نفي مقتل الطالبة نيرة اشرف داخل الحرم الجامعي وتناسي دوره المهم والمحوري في التحقيق ودراسة هذه الجريمة التي وقعت بين طلاب نفس الجامعة امام اسوار نفس الجامعة مما يؤكد غياب المسئولية المجتمعية عن من يدير جامعة المنصورة.