كتبت – أسماء المهدي
في التاسعة والنصف من صباح اليوم والشوارع مازالت خاوية من المارة، إلا المتجهين لأعمالهم الصباحية، كانت عيون اللصوص مصوبة نحو شركة الصرافة بشارع قصر النيل بمنطقة عابدين بوسط القاهرة، في انتظار فتح أبوابها لممارسة الأعمال اليوم في تغيير العملات.
فجأة وعلى حين غرة دخل شخصان ملثمان لشركة الصرافة يحملان سنجة وطبنجة، وقاما على الفور بتهديد العاملين بها، الذين لم يجدوا إلا الاستسلام لأوامر المسلحين، وهرعوا على الفور في فتح الخزائن والاستيلاء على كل ما تطوله أيديهما من أموال حتى حصلا على 900 ألف جنيه.
وعقب ذلك هدد الجناة العاملين بعدم القدوم على شيء خارج أثناء هروبهما من المكان حتى لا يتعرضا للاعتداء وإصابتهم، وهرعا على الفور للخارج مستقلين سيارة أجرة تاكسي كانت في انتظارهما وفروا هاربين تاركين وراءهم الخراب داخل شركة الصرافة.
في هذه الأثناء نظر العاملون إلى بعضهم البعض غير مدركين ما حدث لهم، وهرعوا على الفور بالاتصال والاستغاثة بالشرطة وصاحب شركة الصرافة لأخباره بما حدث.
في فترة قصيرة من الزمن امتلأ الشارع برجال المباحث بالزي المدني والشرطي، في المكان الذي به منشآت حيوية كثيرة على رأسها عدة بنوك رئيسية ومؤمنة جيدًا بخدمات أمنية على مدار الساعة والذين لم يشاهدوا الواقعة.
بعد قليل من الوقت انتشر رجال المباحث في محيط شركة الصرافة للبحث عن أي دليل تركه الجناة أو شاهد على الواقعة، وتم التحفظ على بواب أحد العقارات شاهد الجناة أثناء هروبهم من المكان، وتم التحفظ على كاميرات المراقبة المحيطة بالحادث لتتبع حركة سير الجناة لسرعة ضبطهم.
وأخطرت النيابة العامة للتحقيق في الحادث، والتي أمرت بسرعة إجراء التحريات عن الحادث وانتداب رجال المعمل الجنائي لرفع البصمات بمكان حادث السطو وتغريغ الكاميرات بداخل شركة الصرافة والأخرى بالخارج على العقارات المجاورة للتوصل للجناة.
وعلى الفور شكلت مباحث القاهرة فريق بحث مكبر برئاسة اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، والذي أمر بتوسيع دائرة الاشتباه بالمحيطين بالحادث والعاملين بالمكان والأفراد المترددين على المكان باستمرار، كما انتشرت قوات الأمن بمختلف الأماكن بوسط القاهرة والمخارج الرئيسية لها بأكمنة ثابتة ومتحركة لتضييق الخناق على منفذي الحادث ويرعة ضبطهم.