كتب – مجدي سرحان
خطوة يقوم بها البرلمان الكوردى هذه الأيام فى تلميحات إعلامية نحو إعلان الاستقلال التام عن المركز فى بغداد، وتحديد موعد استفتاء شعبي عام فى الخامس والعشرون من شهر سبتمبر من هذا العام، وسط جدل كبير بين حكومة إقليم كورستان والحكومة الاتحادية المركزية فى بغداد، وتكون عاصمتها أربيل وتضم المحافظات التى كانت ضمن الحكم الذاتى وهى السليمانية ودهوك، وهناك مناوشات نحو ضم محافظة كركوك الغنية بالنفط.
وقد اكتسبت هذه الدعوات فى أعقاب الهجوم الذى شنه داعش فى شمال العراق واحتلاله مدينة نينوى ومركزها فى الموصل والذى تخلت فيه القوات العراقية التابعة للحكومة المركزية فى بغداد عن كثير من المناطق التابعة لها ثم دخلت معها قوات البيشمركة التابعة لكوردستان فى معركة وهزمتها وسيطر الاكراد على هذه الاراضى وبسطوا نفوذهم عليها وفرضوا سياسة الأمر الواقع.
فى 3 فبراير 2016 أفاد الزعيم الكوردى مسعود البارزانى ابن المرحوم الملا مصطفى البارزانى وهو بمثابة الاب الروحى للاكراد العراقيين صرح بان الاستفتاء سيعقد قبل الانتخابات الرئاسية الامريكية فى اوائل نوفمبر .. وفى 23 مارس اعلن مسعود بارزانى فى مقابلة مع مواقع اعلامية ان الاستفتاء سيجرى قبل اكتوبر 2016 الا ان رئيس وزراء اقليم كوردستان نيجيرفان بارزانى اكد فى اواخر اكتوبر 2016 ان الاستفتاء لن يعقد الا بعد تحرير الموصل
وفى السابع من يونيه الحالى اعلنت حكومة اقليم كوردستان ان الاحزاب الكوردية وهى الحزب الديمقراطى الكوردستانى و الاتحاد الاسلامى الكوردستانى و الاتحاد الوطنى الكوردستانى و غيرهم اتفقت على اجراء الانتخابات فى الخامس و العشرون من سبتمبر هذا العام.
وقال رئيس الكتلة الارمينية فى برلمان كوردستان ان الاحزاب السياسية المشاركة فى الاجتماع مع رئيس اقليم كوردستان مسعود البرزانى قررت تحديد هذا اليوم موعدا لاجراء الاستفتاء فى اقليم كوردستان.
وقالت مصادر دبلوماسية اميركية مطلعة ان نائب الرئيس الامريكى ابلغ رئيس اقليم كوردستان بتعذر واشنطن استقباله بسبب برنامج زيارته الذى يتضمن حديثا عن استقلال الاقليم وطلب من رئيس الاقليم التأنى فى موضوع اعلان الدولة الكوردية ونصحه بان البقاء ضمن عراق فيدرالى هو اكثر فائدة لكوردستان واعرب لبارزانى عن قلق واشنطن فى حال الاعلان عن الدولة الكوردية قد يتسبب بارباك الاوضاع فى العراق وسوريا وتركيا.
وحذرت تركيا بعد الولايات المتحدة الامريكية والمانيا من ان قرار رئاسة اقليم كوردستان العراق بتنظيم استفتاء حول الاستقلال يعتبر خطأ فادحا بالتضامن مع اعلان واضح للحكومة العراقية معارضتها استقلال الاقليم الشمالى واضافت ان الحفاظ على سيادة الاراضى والوحدة السياسية للعراق هو احد اسس السياسة التركيبية للسكان فى العراق والاكراد فى تركيا يدينون الى حزب العمال الكورستانى ورئيسه عبد الله اوجلان مسجون فى السجون التركية على اثر تسليمه اثر عملية مخابراتية امريكية الى السلطات الامريكية.
وقد اعلنت ايران معارضتها لاجراء استفتاء حول استقلال كردستان العراق وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان الموقف الاولى لايران هو دعم وحدة اراضى العراق و تعانى ايران ايضا عن قلقها من الميول الانفصالية لدى اقليتها الكردية.
وتقيم تركيا علاقات جيدة مع اقليم كوردستان لكنها تعارض اعلان دولة كوردية على قسم من اراضيها او من اراضى الدول المجاورة حتى لا تكون ذريعة ليحذوا حذوهم الاكراد الموجودين فى تركيا وبالتالى الاكراد الموجودين فى بقية البلاد المجاورة وبذلك يتحقق حلم الاكراد فى وجود وطن وتحقيق حلم كوردستان الكبرى …. وفى انتظار ما ستسفر عنه التطورات فى الايام المقبلة.