كتبت ـ اسماء المهدى
نفت الحكومة الأردنية الاتهامات الصادرة عن دمشق بشأن وجود دعم أردني للجماعات المسلحة جنوبي سوريا، مؤكدة أنه لولا “موقف الأردن التاريخي”، لكان حال سوريا أسوأ بكثير.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها صحيفة الغد الأردنية مع وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، إذ اعتبر الوزير أن الاتهام الذي ورد في بيان أصدرته وزارة الخارجية السورية يوم الأحد الماضي، يعكس موقف “البعض من ساستهم”.
وأوضح الوزير أن هؤلاء الساسة يعتقدون أن الأردن جزء من الطرف المعادي لهم، “والذي يشمل كل العالم باستثناء الروس وإيران وحزب الله”. لكنه نفى ما يزعم هؤلاء حول محاولات الأردن لزعزعة استقرار سوريا. وتابع: “إذا كان هناك تقييم موضوعي لموقف الأردن تجاه سوريا فالتاريخ يشهد أنه لولا موقف الأردن التاريخي والخدمات الجليلة التي قدمها لحل الأزمة لكان حال سوريا أسوأ بكثير ولاستبيحت من قبل المنظمات الإرهابية”.
وبشأن اتصالات الحكومة الأردنية مع دمشق، أكد الوزير أن هناك عدة مستويات من التواصل، كما أن هناك تواصلا غير مباشر من خلال القوى الفاعلة كروسيا، إضافة إلى تواصل عن طريق القنوات الدبلوماسية، إذ أعاد الوزير إلى الأذهان أن القنوات الدبلوماسية لم تنقطع طوال فترة الأزمة، فسفارتنا بدمشق وسفارتهم بعمّان تعملان بشكل طبيعي وفق الأصول الدبلوماسية.
وبشأن الهدنة بجنوب سوريا التي تم الإعلان عنها بفضل اتفاق روسي أمريكي أردني، قال المومني إن استقرار سوريا يعتبر مصلحة استراتيجية، إذ تهتم عمان بإعادة اللاجئين إلى وطنهم وبفتح المعابر كمصلحة مشتركة للدولتين.
وبخصوص فتح معبر نصيب على الحدود السورية الأردنية قال المومني إنه “مصلحة للطرفين”. لكنه أقر في الوقت نفسه أن الحديث عن فتح المعبر سابق لأوانه إلى حين اتضاح الرؤية حول الجهة التي ستسيطر على هذا المعبر من الجانب السوري.
وشدد في هذا الخصوص على أن الأردن لن يتعامل إلا مع السوريين وحدهم، معتبرا أنه “لا المجتمع الدولي ولا دول الإقليم ولا الأردن سيرضى بوجود المليشيات المذهبية التي تقاتل مع قوات الحكومة السورية التي قد تتواجد بالقرب من الحدود والمعبر”.
وأوضح أن أن ي طلب لفتح المعابر لن يتم التعامل معه إلا في حال ترسيخ الأمن والاستقرار في الجنوب السوري بحيث يفضي لاحقا إلى وجود جهة رسمية سورية تسيطر على المعابر. وتابع قائلا: “نحن نعلم أن النظام السوري لا يملك السيطرة على معبر نصيب لذا من الصعب الحديث الآن عن فتحه”.
وأكد أن تحقيق الاستقرار في سوريا يملي بالضرورة التعامل بعقلانية مع جميع قوى المجتمع السوري على الأرض السورية، وشدد على أنه من الواجب أن تتعامل الحكومة السورية مع “قوى اجتماعية وعشائرية تربطها بالأردن بها علاقات جيدة”، وكذلك مع “قوى معتدلة ساهم الأردن وعدد من الدول بتدريبها وتقويتها من أجل محاربة الإرهاب في سوريا والعراق”، باعتبارها جزءا من النسيج الوطني السوري.
واستطرد قائلا: “ففي حال تمت هزيمة جميع قوى الإرهاب بسوريا يبقى الحديث عن قوى المعارضة المعتدلة وقوى النظام ومن يدعمها، وهنا يجب أن يتم الوصول لتهدئة وتفاهمات ووقف للأعمال العدائية”.