احمد حسن يكتب : شطرنج

هل تسالت يوما عن ماهيه قطع الشطرنج وعن سبب اختيار اللونين الابيض والاسود بالتحديد . اعتقد ان هناك سبب بالتاكيد واعتقد انه سيكون سببا مهما ولكني لم اطرح هذا السؤال علي نفسي يوما لاني لا اجد فرقا بين اللونين فالملك الابيض يتمتع بنفس صلاحيات الملك الاسود والوزير الابيض يتمتع بنفس امكانيات الوزير الاسود اما البيدق والحصان وسائر قطع الشطرنج فايضا لاتختلف في حركاتها مهما اختلفت الوانها اذا لاحاجه عندي للتميز بينها ولايوجد علي رقعة الشطرنج حاجه لممارسة العنصرية.لا انكر اني امارس العنصريه احيانا اثناء غسيل الملابس فانا اميز قميصي الابيض ببعض الكلور ولا امنح نفس الحق للقميص الاسود ولكن في النهاية كل منا بداخله شخص عنصري وسادي منزوي في ركن بعيد من اركان الشخصية احيانا يظهر ويسيطر علي تصرفاتنا ولكن الشخص السوي مع الوقت يراجع نفسه ويكتشف خطاءة .
لا احد منا يعرف التاريخ الصحيح لبداية العنصرية واستخدام العبيد والبدء في تجارتهم ولكن اعتقد ان بدايه ظهور العنصريه بدائت مع ابليس الرجيم عندما فرق بين نفسه وبين الانسان فهو مخلوق من نار وسيدنا ادم عليه السلام مخلوق من طين ومع ذلك رفع الله سبحانه وتعالي منزله سيدنا ادم عليه السلام علي العالمين واستخلفه في الارض كما نعلم جميعا واخرج الله سبحانه وتعالي ابليس من الجنه وغضب عليه وبدائت الملحمة الازليه وصراع بني ابليس مع بني ادم ومن هنا انتقلت صفة العنصرية والتميز من ابليس الرجيم الي بنو ادم واصبحت سمة سائدة في بعض المجتمعات .
العبوديه هي امتلاك الانسان للانسان وتسخيره في ممارسة الاعمال الشاقة والاعتقاد بامتلاك مقدرات الشخص الذي يتم استعباده بل والمتاجرة به وبيعة في اسواق النخاسة . ويعتقد البعض ان نشاءه العبودية جائت من مصر القديمة في عصور ما قبل التاريخ عندما تطورت الزراعة بشكل متنامٍ في مصر، فكانت الحاجة ماسة للأيدي العاملة. فلجأت المجتمعات البدائية للعبيد لتأدية أعمالها الشاقة.
وكان العبيد هم اسري الغارات بين القبائل او المتعثرين عن سداد ديونهم فالقراصنة قاموا بتقديم أسراهم للبيع. ويجوز الحكم على المجرم كذلك بالرقّ. ويبيع الفقراء أطفالهم، وأبناء العبيد هم أنفسهم من العبيد ولم تقتصر العبوديه في بادئ الامر علي مصر القديمة فقط فكانت الصين مليئة بالعبيد يعملون كخدم في البيوت ويحاربون في الجيوش ويستخدمون في تشيد القلاع والحصون . وكانو في حضارات الانكا والازتك يستخدمون العبيد في نطاق واسع في الحروب والاعمال الشاقه ، اما اثينا فقد كان اغلب سكانها من العبيد .
اما مع اكتشاف الامريكتين وانتشار المساحات الخضراء الشاسعة التي تحتاج للكثير من الايدي العاملة فقد اصبحت الحاجه ملحة للعبيد حتي يقوموا بما يعف الرجل الابيض علي حسب تسميتهم عن القيام به فاستوحشو في جلبهم من بقاع افريقيا النائية كم من قبيله شتت كم من اسره قتلت كم من طفله يتمت كم من ام ثكلي عذبت وقيدت لتري ابنائها وبناتها يعانون من القتل والظلم والاغتصاب ولما لا فهم عبيد والعبد لسيده مملوك مثله مثل البهائم ان مات احدها حزن علي مادفعه فيها وربما يتوغل الحزن قليلا ليترحم عليه وعلي سرعته في الحقل وقت الحصاد او قوته عند الحاجه لرفع الاشياء او براعتها في الطهي والتنظيف ولكن الامر لايتعدي ذلك كثيرا
ما اثار حفيظتي لكتابة هذا المقال كان موضوعا قراءته بالأمس عن شخص يسمي (أوتا بينغا ) او الرجل القرد كما اطلقو علية ، وهو قزم من الكونغو لديه تشوهة في الاسنان الامامية اشتراه بعد العلماء الامريكان من احد تجار الرقيق بعد ان اسروه وقتلو جميع افراد قبيلتة ، وقامو بعرضة في حديقه حيوان بنيويورك في عام 1904 علي انه الحلقه المفقوده في سلسله التطور الدارونيه وانه دليل علي ان الانسان في الاصل كان قردا ، ولكن لم يستمر عرضه كثيرا نظرا للغضب الشعبي وقامو بايداعه احد دور الايتام ولكن لم يستطع نسيان الامر وظل لفترة يعاني من بعض المشاكل النفسية حتي قرر يوما ما الانتحار وترك ورقه مكتوب بها( انا انسان انا رجل ). والي الان تستمر العنصرية الامريكية تجاه مواطنيها سمر البشره وتعاملهم معامله سيئة خاصا في ولايات الجنوب .