بعد الاطلاع على التحقيقات والاتهامات والتحريات، يدرك المطلع على قضيتنا وقضايا أخرى مشابهة، أن التهمة الحقيقية التي لم يذكرها ضابط الأمن الوطني في محضره، هي أننا شباب مازال متمسك بحياة ليست كالحياة التي يريدونها لنا.
فلسنا من الشباب الذي سار عشرات الكيلومترات في مسيرات الحرية، لينتهي بهم المسير “جوة الحيط” أو بجانبه.
لسنا من الشباب الذي استبدل جلسته في ميادين التحرير، بكرسي خلف الرئيس في المؤتمرات الشبابية الضخمة الفخمة.
تمسكنا بحياتنا وأحلامنا، هي الجريمة التي لم يسألني وكيل النيابة إن كنت أنكرها أم لا!
حالنا نحن، وغيرنا متشابهة، خرجنا من تجربة الثورة خاسرين على المستوى المالي والعملي، ولكن، يعوضنا تلك النبتة التي نمت بداخلنا، منذ أن ارتوت روحنا بأحلام العيش والحرية والعدالة.. الأحلام التي امتلكتنا روحاً وجسداً، منذ أن كفرنا بما وجدنا آباؤنا له خاضعون.
إذا كان هناك اتهام حقيقي يريده أبانا الذي يحكم كل شيء، فلا داعي لكل هذه الأوراق والتحقيقات والتحريات.. عليه فقط أن يمحو كل هذه الأسطر، وليكتبوا بخط عريض .. “هؤلاء المذكورين أعلاه متهمون بجريمة الأمل”!!!
اليأس خيانة .. تحيا مصر .. المجد للشهداء
إسلام الحضري