الألم هي كلمة تختصر الكثير .. هي اختصار لآلام عضوية لا ترقد الأجساد، وآلام نفسية لا ترقد الأرواح والعقول والقلوب.
هي التعبير المجازي عن كل منغصات الحياة ومؤرقاتها التي لم ولن تنتهي، حيث قال تعالي (ولقد خلقنا الإنسان في كبد)، فيعيش الإنسان يتنقل في مراحل حياته بالكبد والشقاء والمعاناة.
لا يعني هذا، أن حياته تختفي منها الأفراح نهائياً، لكن إن تدبرنا، نجد أن الأفراح مختصرة وقليلة، بل نجد أننا من نختصرها في كثير من الأحيان، متتبعين أمل جديد قد يتحقق هو الآخر، ونختصره وقد لا يتحقق، ونظل ننعيه بمنتهي الكبد والشقاء.
حقيقة الأمر أننا بني البشر من يقرر وسط متاعب الحياة وصعوباتها المتوالية، كيف سنعيشها، فمنا من يخلق من بؤرة الضيق الواحدة، بؤر وثقوب بحياته أجمعها .. ومنا من يجيد ترميم ثقوب حياته ويجيد التنعم، ولو بالقلة القليلة من النعم.
ستجد منا من يحول كل فرح ولو بسيط لحدث تاريخي .. من يقدر جلسة هادئه أو ساعة تعتلي بها الصحة جسده، ومنا من يمعن بآلامه للحد الذي يمنعه من التمتع بأي شئ بحياته مهما كان كبيراً وجميلاً.
ستجد الأمل بكل أمل، إن أردت .. وستجد الألم بكل أمل إن اخترت الضنك لنفسك، فإن تدبرت أمور الحياة ستسلم بأنها قصيرة وقليلة، وأن الأولى بنا من النحيب على الفائت، هو أن نصنع الأمل بقلوبنا وننفذه بأيامنا، نخلق بالأمل حياة نتنعم بها، ونحقق من خلالها نفعاً لأنفسنا ولمستقبلنا.
لعل هذا الأمل تجلى بأروع صوره، في أن الوليد يخرج للنور بعد تسع شهور من الظلمات في قرار مكين، وأن النصر دائماً يأتي بعد الصبر.
اجعل يقينك دائماً بتحقيق مبتغاك، ولا تقف مكتوف الأيدي تجاه أحلامك، واسلك لها طرقها، واذكر دائماً، أن كل من فشل كانت تتبقي له خطوة واحدة وينجح.
استعن بالله، وبيقينك به أياً كان دينك، بأن الخير قادم لا محالة واحيي نفسك بالأمل، واعلم أن الألم سينتهي مهما طال .. وأن لذة الحياة بتقلب أحوالها بين خير وشر.