الاستئناس عادة ما يكون بالبشر وممن تتعلق بهم قلوبنا وهناك من يستأنس بهواية أو عبادة أو نوع من الرياضات المختلفة ولكن هناك من البشر لم يعد يروق لهم هذا النوع من الاستئناس وأصبحت الوحدة أنسهم الوحيد.
يتعجب من هذا الوصف كل من يهنأ بحياته ويخيل اليه أن هذه كلمات لا تنم عن واقع موجود بالفعل ولكن للأسف هي حقيفة لا تحتمل التشكيك .
المستأنسين بالوحدة هم أشخاص خذلوا بالقدر الذي يجعلهم يشعرون أن الوحدة هي السلام الداخلي لهم ومنهم من وضع سياج الوحدة حوله لكثرة البذل الذي منحه دون أن يري له مردود ولو بالقليل .
وجد هؤلاء في الوحدة حلا لآمالهم التي دائما ما خابت ولتطلعاتهم فحيوا دون ادني أمل بأن يشعر بهم أحد واستسلموا للوحدة.
المقيت هو أن مستئنسي الوحدة مدركين دائما بما ينقصهم يملكون القدرة علي التعبير عن ما فقدوه ولكن الكلمات تأبي دائما أن تخرج من أفواههم .
من هؤلاء من تعج حياته بالبشر ولكن اذا ما ضاق صدره أو حلت به محنة لا يسترسل بالكلمات الا مع نفسه وفقط فيصبح لنفسه قاضيا وجلادا.
اذا كنت ممن استأنسوا بالوحدة فانظر الي الامل الذي قد يظهر من بعيد عسي أن ترسل لك الأقدار من تجد آذانه صاغية وقلبه متسع لأن يسمعك ويشعر بك حتي وان لم يجد لك حلولا فيكفيك أن تجد من يحنو علي قلبك الضعيف ولو بنظرة.
اما إن كنت ممن تسببوا بالألم بعلم أو بغير علم وشاركت بقول أو بفعل في ادخال أحدهم لسجون الوحدة فسارع بكسر أسوارها وترفق وألن له القول حتي تخرجه من محراب وحدته راضيا بالخروج مستعدا لسماع أعذارك .
اعلموا أن الالم الذي يتسبب به الأحبة هو الاكثر ايلاما وهو السهم الصائب في مرمي القلوب لأنه يعلم موضع ضعفنا ويصوب نحوه .