لكل منا زلاته التي تؤرق له جنبات حياته.. ولكل منا قرارته التي أصاب بها أو أخطأ.. ولكل منا فعل مشين قد لا يعلمه عنك سوي نفسك.
حديث نفسك لنفسك، هو أقوي حديث قد يدور بفلك عقلك.. البعض حين يُقبل عليه ظلام كل ليل، يذهب عقله خلف غياهب كان وممكن وكائن ويكون، وتبدأ الحسرات تتجمع بقلبه الصغير بالكاد يخليها عمن حوله.
منهم من يذكر خيباته وألم قد حل به، وأوهم نفسه بالنسيان فلا هو ينسي ولا يعترف بلسانه فيرتاح، تحدق عيناه بظلام قد أغشي كل شئ، وأبي أن يغشي عيناه.
يلوم نفسه .. قد يصل الأمر إلي أن يحرك لسانه بما لا يستطيع البوح به.
أحاديث النفس لدي البشر لا عدد لها، منهم من جلس يذكر غائباً، وآخر تصرخ روحه قهراً من ظلم حل به، وبعضهم يتواري من نفسه من سوء صنيعها، وبعضهم يمني نفسه بما ليس له، وآخر يهيم بخيال يريحه من حديث نفسه.
أحاديث النفس ستظل طريحة الكتمان.. لن يتم البوح بأسرارها طالما ظلت بقرارها المكين.
وعند نفسك .. حدث ولا حرج .. فلا منتقص لأفعالك، ولا مستمع لأقوالها.. وحين يحل عليها شروق الشمس تتواري عن الأعين، كما يتواري الليل خلف نور الفجر … وكأنها لم تكن يوماً.