كتب – محمد أبوطالب
قال الكاتب الروائي أحمد مراد، إن الرواية التاريخية لابد أن تكون موصولة بالأحداث الجارية ولها تأثيرًا على مجريات الأمور الحاصلة فى الوقت الحاضر، حتى تتحقق الاستفادة المرادة منها، مشيرا إلى أهمية وضوح رؤية الكاتب بالنسبة للرواية التاريخية من حيث مراده من الكتابة و إمكانية اتصالها بالواقع.
وأضاف خلال الندوة التي عقدتها مكتبات «أ» بالمعادي، الخميس، أن نظرة الكاتب ورؤيته تغلب دائما على كتاباته، ومعظم الروايات التاريخية دائما يكون كاتبها كاذب، والدليل على ذلك التباين الكبير فى كتابات الأدباء حول حادثة تاريخية فى زمن معين، وفقًا لقوله.
وأشار إلى أن سبب انخفاض كلفة الإنتاج المخصصة للرويات والأفلام نتيجة للسرقة المتكررة لتلك الأعمال، بسبب وجود من أسماهم بـ«مافيا الورق» التى تستنسخ معظم أعمال الكتاب.
وفيما يتعلق بفكرة التسويق الغربية للكتاب ومدى إمكانية تطبيقها من جانب المفكرين المصريين، قال مراد: «أسوق لنفسي مثلما يفعل الكتاب الغربيين ولكن هذا يكلفنى مبالغ قد لا يستطيع كاتب شاب القيام بها، والطرق الأسهل دائما للتسويق هى وسائل التواصل الاجتماعي ولكنه يحتاج أيضا إلى جهد وعمل».
وأجاب على سؤال الحضور حول الانتقادات الكثيرة التى ينالها نتيجة أعماله الكتابية مثل أرض الإله التى صدرت مؤخؤا، قائلا: لا يهمنى ما يقال فلا إجماع على كتاب واحد أيا كانت درجة إتقان الكاتب أو قدرته على الإلمام بجميع جوانب الموضوع.
وأضاف قائلا: الحياة مليئة بالاكتشافات ونحن دائما نجد أمور أستقرت فى ذهن العامة، ولكنها قد تكون مغلوطة نتيجة حالة الجمود التى نعيشها أحيانا، وكتاباتى أخترقت ذلك الأمر ولعل روايتى أرض الإله حركت الفكر الذى يتلاشى التعمق فى المعتقدات الدينية وهذا سبب الانتقادات التى تنال مني، لكنى دوما أملك الرد عليها لأنى بحثت فى الأمر بعناية تامة.
وعن درجة تأثر الكاتب أو الروائي بالمناخ العام، قال هناك عوامل مختلفة تؤثر على أداء الكاتب، ولا شك أن من بينها الحالة السياسية والاجتماعية فى البلاد، فقد تدفع الاضطرابات السياسية الروائي إلى منطقة السياسية وهو غير متقنها مثلما يتقنها غيره، ولا شك أن الحالة المزاجية والنفسية تأثير كبير.
وناقش مراد خلال حديثه العديد من الأمور الدينية التى كانت محل خلاف فى كتابه أرض الإله، منها بعض الآيات القرآنية التى اختلف فى تفسيرها مع رجال الدين، قائلا فى هذا الجانب، القارئ هو المتحكم فى مدى صدقية ما أكتبه لأنه لو قام بالبحث حول منطقة الخلاف التى يظنها لا تقبل النقاش، ربما يغير ما أعتقده طوال سنوات طويلة، فالعقل البشرى دائما فى استكشاف كل ما هو جديد