الحلقة الأولى: لماذا لا يموت ولاد الـ… أنتم عارفين مين!
الفكرة بدأت بسؤال انتشر فجأة بسرعة البرق – زي ما بيقولوا – في كل شوارع السوشيال ميديا. صور بقى، بوستات، مقالات.. على شكل بوستات برضه.
«لماذا لا يموت ولاد الـ… أنتم عارفين مين!» ده طبعاً كان استناداً – على ما أظن – حد أخد خازوق في بني آدم، كائن لطشها على – لا مؤاخذة – قفاها، ممكن افتكره موسى وطلع فرعون! بس يا سيدي قام السؤال اتكتب واتنشر وانتشر زي ما أنتم برضه عارفين.
المهم، تقريباً صيغة السؤال خلت ناس كتير تدخل في موود “أنا ياما اتظلمت، اضحك عليا، اتعلم على .. احمم عليا، وإلخ إلخ” زي ما يكون السؤال اتوصف عشان يصحي في عينيا دموع، وفي قلوبنا أوجاع وآهات من ذكريات قديمة أو خسائر قريبة لسه مكانها معلم!
للعلم قبل ما أكملكم، حلاوة السؤال أنه مش متحدد بطبيعة علاقة اللي طفح المر من “ولاد الـ… أنتم عارفين مين”. لع! فِضِل القوس مفتوح – أهو يدينا مُطلق الحرية في أي حاجة – إنك تضيف أي طبيعة تحب من أول المعرفة السطحية.. لحد الطلاق والخُلع ولو عندك أبعد.. قول.
نرجع بقى لموضوعنا، جاتلي أنا – وأعوذ بالله من كلمة أنا – فكرة نظام.. system أو منظومة، لازم نمشي عليها في علاقتنا الإنسانية مع بعضنا – ونقول تاني بعيداً عن تصنيف العلاقة يعني بشكل عام – بحيث نقلل معدل الخسارة ونزود المكسب، ما هو أي مكسب من أي اتجاه بدل الفقر الدكر اللي احنا فيه، بشكل عام برضه طبعاً.
هنا بقى لينا وقفة. حد هيضحك ويقول هي علاقاتنا ينفع فيها سيستم ومنظومة واشي أبصر إيه؟! دي حاجة كدة مش بالكلام تتقال – زي ما بيغنوها كدة – تيجي وتقولي سيستم! شي الله يا سيستم!
اسمحلي أرد عليك وأقولك اتلهي! أه اتلهي وستين اتلهي على خيبتك القوية – سواء ذكر او أنثى في أي سن كنت – ما أنتم – هنتكلم بالجمع في الرد ده – ما أنتم لو قدرتوا تحكموا صح، وتتحكموا في قراراتكم صح ماحدش منكم كان قال “هما ما بيموتوش ليه ولاد الـ… أنتم عارفين مين!” وفضلتوا تعيطوا وتنوحوا وتشربوا وتحاولوا تنسوا.. ماتنسوش!
يبقى تجرب وتشتري مني.. هتخسر ايه أكتر من اللي خسرته! مش هتبقى أسوء من سوريا والعراق، صدقني!
الأهم، كتبت كام بوست صغير عبارة عن كام سطر فيهم الخُلاصة زي توقعات الملازم بتاعة ليلة الامتحان للمدرس الفِتِك اللي رؤيته ما بتنزلش الأرض أبداً.
جاهزين؟
العلاقات الإنسانية المنسية.. أول مرة!
أكشن!
مش محتاج أقولك يعني إيه علاقات؟ ولا انسانية؟ طبعاً احنا فاهمين بزيادة – من كُتر اللي شوفناه – معنى كل كلمة، ومعناهم الاتنين سوا.
للمزيد من التوضيح ندخل ع المشهد الجاي:
مونولوج داخلي – موظف السيستم وأنت أو نفسك
موظف السيستم (م س): أيوة يا سيدي طلباتك؟!
أنت: حضرتك أنا وحداني/ة والوقت ما بيعديش، والوحدة بتقتلني و….
م س: هتعملي فيها تامر حسني ومجروح/ة هرزعك على وشك!
أنت: ليه كدة قلة الأصل والوقاحة دي!
م س: أصل أنت لسه واخد/ة على قفاك من كام يوم.. ده لسه القفا مابردش.. اهمد/ى شوية!
أنت محتاج تعرف وتوضح لنفسك – قبل ما تروح لموظف سيستم العلاقات الإنسانية – عايز إيه؟!
نوع؟ سن؟ وظيفة؟ أهميته؟ طبيعة العلاقة؟ مدتها؟ طبيعة الشخص؟ مدى التطور؟ وأهم أهم سؤال.. أنت فعلاً محتاج حد يدخل حياتك؟؟
١. أه محتاج/ة
م س: طب بصلي كدة وركز.. إملى الاستمارة دي وجاوب/ى إجابات واضحة مافيهاش محن الله لا يسيئكم.. عشان نعرف احتياجاتكم ونعرف كمان ناخد حقنا منكم أو منهم لما تغلطوا أو يغلطوا!
٢. لا مش محتاج/ة بس…
م س: تصدقوا احترمتكم! وعظمة ربنا احترمتكم عشان فكرتوا وحسبتوا الحسبة صح. هتعيشوا في نعيم، وهتشوفوا!
آه بالمناسبة والله.. في ناس قبلكم قالوا آه محتاجين.. هاه.. وعيهم بالقفا اللي هياخدوه أصلهم ما بيتعلموش.. ويرجعوا ينوحوا.. قطيعة! اللي بعده!
الحسبة بسيطة عايز ولا مش عايز.. ودي الحالة اللي عندك فيها رفاهية الاختيار.. يعني أنتم اللي بتدوروا عشان تملوا رغبتكم الإنسانية الدفينة بعلاقة – أياً كان مسماها أو طبيعتها – ويختلف الوضع لو حد جايلكم عشان يدخل حياتكم ويملي هو/هي رغبته/ا.
لو مقتنع.. يبقى الكلام تمام .. ونكمل المرة الجاية..
حصلت البركة