الحلقة الرابعة: حَرَص والذي منه! – مشكلة واقعية
المرة دي مش هنحكي من طرف واحد.. لا لا خالص. جاتلي حكاية من صديقة عزيزة بتسألني عن رأيي في موقف بتمر بيه. بعد ما حكينا وخلصنا، استئذنتها ان ده يكون موضوع مقال النهاردة بما اني أساسا اتأخرت عليكم من امبارح!
الأهم، اللي حصل كالآتي على لسانها:
متقدملي عريس. ما أعرفش عنه حاجة، بس عائلته.. يعني على معرفة بعيدة بأسرتي. المهم يا سيدي المعلم ده – تقصد العريس – شكله محترم وهادي ده بان من فطنتي الأنثوية وقرون الاستشعار البناتي – قصدها الخاصة بالبنات يعني – وطبعا الحوار كله صالونات، بس قشطة مش دي الفكرة.
الليلة في انه بيقول أنا هجيب شقة مِلك، وأحسن عفش، وأجمد مش عارفة ايه. برضه مش دي الفكرة.. خليك مركز يا أحمد ما تسرحش!
الفكرة مش في انه هيجيب ايه والكلام الأهبل ده.. لا لا انه بيقول “كلمتي وعد ودين وسيف على رقبتي.. طالما قولت هعمل يبقى هعمل، وإلا ماكنش قولت الكلمة!”.
هنا بقى السؤال “هو أنا يا ابني أعرفك عشان أصدقك ولا لأ؟!” مع العلم أنا بتكلم عن الجملة اللي قالها فوق بتاعة وعد ودين. ها بقى دبرني يا وزير!
اللي قولته ببساطة، لازم أولاً نوضح ان هنا العلاقة تصنيفها محدد وواضح مش زي كل مرة بيبقى بشكل مفتوح.
تاني نقطة بقى المثل الشعبي الموروث بيقولنا «حرص ولا تخون». أعتقد لو اللي حط المثل موجود في وقتنا الحاضر كان غير الصيغة وزود عليها كتير وكتير. اللي بنشوفه يا أعزائي وعزيزاتي مش شوية أبداً. بالتالي، طبيعي جدا أحرص.. وأخون.. وأحذر.. وأأمن.. وأخد ساتر كمان!
لأن ببساطة.. هي ماتعرفش ولا أهلها عن شخصك أنت حاجة.. ده على فرض اننا بنحلل موضوع الارتباط.. بس احنا بنتكلم عن مبدأ الثقة في العلاقة. بالتالي مهما كان اللي هتقوله وتوعد بيه مش المفروض أصدقك! إلا إذا دخلت علينا ب records أو بيانات موقعة من اتنين موظفين وختم نسر بالمواقف اللي وعدت ونفذت وعدك عشان أصدقك.
وخلينا فاكرين ان مبدأ الثقة مابيجيش بين يوم وليلة مستحيل! إلا مع المعجزات السماوية لما يكون اللي بيتكلم معانا نازل بجناحين في أي علاقة مش بس الجواز!
مقتنع.. يبقى للكلام تمام ونكمل المرة الجاية..
حصلت البركة.