آمال سالم تكتب : عباءة رجل الدين

جلست بعد عناء يوم طويل وأنا لغوب أشاهد التلفاز، أتمطق على وجبتي المفضلة بنهم، استوقفتني إحدى البرامج التى كانت تناقش فضل رجال الدين على المجتمع. أثارنى الموضوع؛ فأهنفت و احضرت النضيدة ووضعتها على أريكتى المفضلة، واستلقيت عليها لأنصت لما يقولون بعد أن قمت برفع صوت التلفاز قليلا. كل ذلك و أنا يتراءى في ذهني أسئلة عدة . بدأ المحاور الحوار بطرح الأسئلة في البداية وقال للمحاور : –
سأترك لك مندوحة من الوقت للإجابة على تلك الأسئلة باستطراد. وبالفعل غطى المحاور معظم الجوانب و التساؤلات التي كانت تدور بذهني جاء منها: من هم رجال الدين ؟
ومن تلك الطائفة التى جعلت من نفسها مسؤلة عنا ؟
وهل الدين علما ليكون له علماء ورجال خاصته كعلماء الفيزياء مثلا ؟
وتحت أى عباءة هم يستظلون ؟ كانت كلمات المحاور مصقولة تجاه من يحاوره، وترك له المجال ليجيب. استرسل ذاك العالم أو رجل الدين أيا كان مسماه في الحديث، و قد كان يبدو عليه أنه رجل حصيف، شنخف، ذو لحيه طويلة، وهما الاثنين عندما تنظر إليهم تظنهم أتراب، وقال للمحاور: – دعنا من كلمة رجل دين هذه، لأن تلك الكلمة شنشنة في حديثنا عن كل من يهتم بدراسة علوم دينه فنطلق عليه ذاك المصطلح الدخيل علينا. الآن سأوضح رأيي في موضوع النقاش في عدة نقاط ألا وهي : – الدين ليس علما ليكون له علماء ورجال دين خاصته، بل هو أشمل وأعم من ذلك بكثير فليس كالفيزياء كما ذكرت مثلا، ذلك لأنه شيء في أصله روحانى، فكيف لى أن أعتبره علما ؟ – اعتباره علما سيقلل من شموليته؛ فيصبح ذلك الشيء الشامل لكل مجال نفسه مجال .
– أصل كلمة رجال الدين : هي عبارة وافدة إلينا من النصرانية، ففي دينهم الرهبان الذين ينقطعون للعبادة فقط، ونحن ليس لدينا رهبنة في الإسلام.
– فعند استخدام تلك الكلمة نقوم بعملية فصل بين من يهتمون بالدين ومن يهتمون بشؤون الدنيا، وهذا خاطيء بشتى الطرق. – حيث أننا لو أمنا بها سيكون الدين لا صلة له بالدنيا، ونحن ديننا الإسلامي هو دين الحياة .
– النقطة التالية وهي : أن البشر في الدين الإسلامي متساوين، وهذا المصطلح يستخدم للتفضيل بين البشر، حيث من يطلق عليهم رجال دين في الكنيسة لا يمكن مساوتهم بغيرهم من البشر بل ذاك اللقب يجعلهم أكثر روعه وتقديسا واجلالا . – دعني أتطرق إلى نقطة أن أكثر من يستخدمون ذلك اللقب يستعملونه لمصالح دنيوية لكسب المال، وما هو إلا عباءة يستظلون تحتها، ألا وهي عباءة رجل الدين. وفي النهاية نأمل ونطمح جميعا في عهد قشيب خال من تلك المصطلحات الدخيلة علينا .
قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم “فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”
آمال سالم