لازلنا .. نعيش الضبابية .. رغم مرورنا بكثير من التحديات التي نالت منا الكثير.. و نثق في صبر طال الأمل فيه !!
.و لا زلنا.. في مرحلة يعيش فيها الوطن ..يرقب من يتربصون به.. و ينتظر أحداثاً جسام قد تغير من خريطته.. ولذلك..لايمكن أن نعيش حياة ..الدفع الذاتي..تُفرَض فيها سياسة و خطة .. للتعليم… دونما إجماع ضمني عليها..
لأن التطبيق عادة.. يختلف عن عرض الخطة.. و مناقشة الأفكار.. و من الطبيعي حدوث أخطاء ..و تحقيق نتائج لم تكن في الحسبان سلباً و إيجاباً ؟
ومن الأهمية بمكان الحصول علي.. رضا.. من يدفع فاتورة الإخفاق كما دفع فاتورة الصواب ؟!
فضلاٍ.. عن أن الخطة يمكن أن تُجهِض .. أحلام كثير من الفقراء الذين يحلمون بحياة ..يحصلون فيها علي تعليم يؤهلهم لبلوغ ما يحلمون به و ما يأملون في تحقيقه !
و التعليم في مصر… عناصره … تشبه الكرات الملتهبة…المدرس و الطالب.. الإدارة التعليمية والناشر ..قيادات الوزارة و موظفيها …و رمانة الميزان.”المناهج الدراسية” الخ .. لن نقترب منها..و لا من تلك الأسر المصرية التي يعاني
معظمها من الأنيميا الحادة … بعدما إستبدلوا طعامهم بأقلام وكتب خارجية و دروس و لوحات إيضاحية ؟
و حتي يمكن أن نصل إلي ..مضمون الفكرة.. التي ألفت إليها.. لابد من بلورة للوضع الذي بتنا فيه.. و دون مواربة… فمعلمنا بات ” المنقذ الغريق ” الذي حرمناه التقدير الذي أوصانا
به أسلافنا.. و تركناه في معاناته اليومية لأداء دورة التربوي و التعليمي في ظل إنهيار منظومة القيم و الأخلاق في مجتمعنا و لاسيما في السنوات القليله الماضية!
ظل معلمنا .. يعاني ضيق العيش و يتغاضي عن إدانته للعمل بمراكز التعليم الموازي …ليستوفي حاجات أسرته الضرورية .. و يمنح روادها علماً
منتقصاً في مدارسهم .. لم تسمح ظروفهم و بيئتهم منحهم إياه ؟ كلنا يعرف.. أن المنظومة بأثرها ..باتت لا ترقي إلي شعب ٍ.. لايرضي عن النصر بديلاً ! و من ثم …نجد.. أننا في أمس الحاجة إلي رؤية واضحة…قبل تنفيذ الخطة.. التي تم وضعها بالفعل.. بمشاركة خبراء عالميون ! بينما لم يضطلع عليها فعلياً ..حتي الاّن.. سوي عدد أقل من القليل! كثير منا له تحفظات علي … قضية التعليم و تعددية أنماطة.. حتي باتت أكثر الأمثلة وضوحاً في غياب العدالة الإجتماعية …و لاسيما في ظل تلك الخطة التي تحدث عنها معالي وزير التعليم !
لغتنا العربية .. لغة القراّن الكريم .. لايمكن أن نقارنها بلغة قومية لبلاد مثل ماليزيا …فالوضع مختلف..و لكن لا شك أن الفرصة باتت سانحة لرفع مستوي اللغة العربية..بعدما ناطحتها لغات كثيرة .. كما أن اللغة الإنجليزية بالنسبة لنا ليست لغة ينشرها مستعمر.. بل هي لغة يتعاطي بها الطالب العلوم الحديثة أينما كانت !
الوضع يختلف .. مع كامل تقديرنا لما طرح من أفكار جديدة … تظهر فيها الإرادة السياسية .. كما يظهر حماس الوزير و إصراره علي التغيير ! وهنا نكون قد قطعنا شوطاً ليس بقصير…بعدما…كدنا نفقد الأمل و لكن…تصحيح المسار في قضية التعليم .. تلك القضية التي عاني منها جميع فئات الشعب قبل أن تظهر تلك التشوهات علي كل مفردات المنظومة .. لتصل نتائجها إلي حياة المواطنين .
يترجمه …ذلك التردي في مستوي الطبيب و السياسي و المهندس و المدير و الفنان…و تترجمه تلك ..الحياة الأسرية.. التي تتفكك لبناتها بإضطراد .. وهذا التفاعل اللاإنساني في التعامل مع المواطنين في مؤسسات الدولة و في الحياة العامة.. و الشخصية..الخ، كلها مؤشرات علي إخفاق منظومة التعليم في تحقيق الحد الأدني من حاجاتنا التعليمية و التربوية لمواكبة أحداث …عصر اللامعقول ؟
أما بالنسبة لمضمون.. الرؤية.. التي يمكن أن تترجمها ..خطة… فتلك التي تجمع بين إحتياجات مرحلة قادمة فيها.. مواجهات وشيكة، لن تكفينا فيها ..مواجهات جيش ولا خبرات الحروب..
مواجهات ليست واضحة المعالم…تغير المناخ.. و سرقة (الهوية و الاّثار والفنون) والزحف القائم في إستهداف أراضينا …ومياهنا .. تصدير الفساد لنا..و إفساد.. مفاصل و كيانات بالدولة.. الخ
وعدو ..لايغيب عنا خططه .. وخطوات نجاحة فيها.. الصراعات و الحروب في البلدان المتاخمة لحدودنا ! ولكل ذلك و أخطر… تكون هناك ضرورة … لوضع سياسة تعليمية تتضمن الإحتشاد بوعي العامة… فالطالب هو المواطن الذي نعده لتلك المواجهات.
والتعليم في سياق متصل .. هو حالة خاصة ببلادنا.. و ما نواجهة فيها.. وما يمكن أن نقوم به في سبيل الدفاع عنها.. و عن شعبنا في مواجهات مصيرية !
فالعبرة في جودة التعليم و خطته المثلي …ليست في ..تنافسية عالمية ..بقدر ماهي خروج بالوطن بسلام مما يحاك له ..قبل أن تتكالب عليه المحن.. ! ومن ثم .. نجد أن الرؤية الواضحة ..لأسباب .. و ماهية الأهداف لتطوير التعليم في مصر.. هي بمثابة الأمل .. في النجاة مما نحن مقدمون عليه ؟
ليس المطلوب.. المبالغة في دعم شريحة من الطلاب.. فيما يُحرم أضعاف منهم في القري و النجوع و الصحاري.. دونما ..الخدمات الأساسية .. فشبكة المحمول لم تدخل في كثير من المناطق.. وال 4G لم تستعد لها العشوائيات!
كما أن حرمان طلبة المرحلة الإبتدائية في المدارس التجريبية و القومية الحكومية من الدراسة باللغة الإنجليزية.. قد يحرمنا علماء المستقبل و بعض منهم … يتابع مايحدث في الخارج من إختراعات و علوم حديثة.. رغم حداثة أعمارهم.. فالموهبة العلمية تقفز فوق نواحي القصور و تلغي الفوارق الطبقية لدي الطالب المتفوق !
التعليم الذي نتصور جدواه..ذلك الذي يمنحنا علماً حقيقياً و لايغفل .. البحث عن النبهاء.. ولا يقصر في تقديم العلوم الحديثه و الاختراعات الجديدة للأبناء في مدارسهم بشكل منتظم عبر شاشات الكونفرانس.و لاسيما في المناطق النائية ليفجر تساؤلاتهم .. و يُعمل تفكيرهم .. و يحثهم علي البحث!
التعليم الذي يناسبنا … هو تدريس و ترسيخ إيمان بقيم و أصول تحمي الأبناء..و تكشف عورات العدو أمامهم…ولايُحَمل الطلبة و أسرهم مالايطيقون… حتي لايكره الأبناء.. تعليماً يدفع اّبائهم كرامتهم ثمناً له؟
تعليم …يمنحهم فهما عميقا لمعني حروب الجيل الرابع.. وكيفية مواجهة الشائعات ..ووأد الفتن..و معني الوسطية .. وإحترام الشريك في الحياة..و في العمل.. و التعاون معه.. والمنافسة الشريفة ..الخ
تعليم يمنح الطالب .. فرصة للمارسة الرياضة ..و يمارس دوره التعليمي و التربوي..ولايكتفي بإدانة المراكز و المدرس و الدروس الخصوصية..بينما لا يقدم تعليماًُ..ولا يستقبل الطلبة..ولا سيما في سنوات التعليم المفصلية…ولا يغفل.. إستضافة رموز الصناعة و التجارة والمهنيين و عمل ورش و معسكرات لاعداد شباب المرحلة العدادية و الثانوية..و اكتشاف وعرض للمواهب ..ولا يقصر في إرسال الأبناء في رحلات لمواقعنا الأثرية … ليلمسوا بإنفسهم عظمة أجدادنا و يعرفوا أهمية الحفاظ علي تراثهم و تاريخهم ولا يتركوا فرصة لعدو يُشكك في هويتهم ؟
تعليم لا يترك.. مدارس بلا أدراج ..و بلا إضاءة.. أو فصول بلا نظافة؟
تعليمنا المأمول..يسمح للطلبة بمناقشة… المشكلات بوضوح.. و يتركهم يناقشون ..و يقترحون البدائل .. و يتيح تصعيد الأفكار المميزة منهم إلي متخذي القرار..أداء .. سوف يبني كوادر شبابية مؤهلة للتفكير ..بمنطق و وعي.. يبحث لديهم ..عن أفكار خصبة لمشكلاتنا ..كنقص الموارد..ورؤيتهم حول الاصلاح.. والزراعة.. وكيفية التعامل مع نقص الغذاء و المياه من وجهة نظرهم.؟.
و يعلمهم و يدربهم علي البيع و الشراء و التسويق و يدفعهم لتعلم الحرف اليدوية ويرصد لها درجات …و يعلمهم فنون التفاوض… و علي الجانب الاّخر..يجب أن نعترف بأن لدينا عباقرة ( قيادات تعليمية .معلمون. إداريون) … مغيبون … لديهم رؤي واضحة لكيفية …التربية و التعليم …التي تتناسب مع تلك المواجهات التي تتأهب للإنقضاض علينا..و نحن لها.. كل مافي الأمر ..أننا نحتاج من يستطيع إكتشاف..كوادر مميزة.. لاتُحسن القفز إلي الصفوف الأولي …فهل يمكن أن تتضمن خطة الوزير تلك الرؤية !؟