إن ما يحدث من ارتفاع منسوب البحر تحديداً فى مدينة الاسكندرية، وغرق معظم النوادى والكافيهات والمطاعم بالكورنيش، ووجود الاسكندرية فى التصنيف العالمى ضمن المُدن المهددة بالغرق والفيضانات، ما هو إلا نتاج التغيرات المناخية التى تحدث نتيجة التلوث وارتفاع نسبة ثانى اكسيد الكربون فى الغلاف الجوى، التى تخطت الحدود المسموح بها بيئياً. وفى السنين القادمة سوف تتعرض محافظات مصر الساحلية وعلى رأسهم الاسكندرية وبعض المدن الساحلية فى بعض الدول الى خطر حقيقى يصل الى حد الغرق.
وانا هنا أتعجب! من اتجاه الحكومة المصرية متمثلة فى وزارة البيئة وبعض الوزارات الاخرى لاستخدام وحرق الفحم والقمامة والمخلفات والحمأة وغيرها من المواد التى تساعد فى ارتفاع نسبة التلوث أكثر وتوليد الطاقة سواء فى مصانع الاسمنت او محطات الكهرباء وغيرها من المصانع!
فى حين ان الاتجاه العالمى الآن أصبح للطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من الطاقات التى لا ينتج من استخدامها انبعاثات تلوث البيئة، ولا يخفى على الحكومة والمتخصصيين موقع مصر الجغرافى ووجود الشمس طوال السنة ووجود مساحات شاسعه من الصحراء، واعلى سطوع شمسى، وهذا كافى جدا لتحول مصر للطاقات النظيفة، خصوصا وان تكنولوجيا استخدام الطاقات النظيفة اصبحت منتشرة وبسعر اقل. بالاضافة الى اكتفاء مصر الذاتى من الغاز الطبيعى فى عام 2018 وهذا عن لسان وزير البترول.
أقول هذا، وانا لست متخصصاً ولا مسئولا حكومياً، وكل خبرتى ومعلوماتى جمعتها من خلال تجربتى كمواطن يعيش فى منطقة وادى القمر غرب الاسكندرية، أكثر مناطق الثغر تلوثا وأشدها خطرا على صحة الانسان، بوجود مصنع اسكندرية للاسمنت (تيتان) وتحوله من استخدام الغاز الطبيعى فى توليد الطاقه الى استخدام الفحم والمخلفات والمازوت والحمأة والقمامة، وذلك بتصريح وموافقة من وزير البيئة المصرى!
وليست وادى القمر وحدها التى تعانى بغرب الاسكندرية، فمنطقة الدخيلة ايضا لها نصيب من التلوث بوجود رصيف للفحم بميناء الدخيلة وشركة الحديد والصلب. ومنطقة النهضة ايضا لها نصيب من التلوث بوجود مصنع اسود الكربون.
لذلك أتوجه بمقالي هذا للرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى أخذ على عاتقه هموم هذا الوطن، وعلينا جميعا ان نساعده ونساعد انفسنا، بالمكاشفة والمصارحة وتسليط الضوء على السلبيات، ووضع حلول عملية ممكنة للمساعدة فى حل المشاكل، وهذا نابع من مسئوليتنا جميعا تجاه الوطن.
ابعث برسالتى هذه لسيادتكم، وأنتم على اعتاب فترة رئاسية جديدة، نتمنى فيها لكم وللوطن كل الخير والسلام.
#هانى_أبوعقيل
20 يناير 2018