نعم هي تلك البائسة التي تنتظرك كل ليلة عساك تشعر بأنها تحترق بدون أدنى شك…
تدَّعي القوة في غيابك…
تكتب و تكتب، تتصفح حائط صفحتها الخاصة كل يوم فقط ليمضي الوقت سريعًا، ولا تسألها لماذا؟
ستعلم فيما بعد…
تتناول فنجان قهوتها كالعادة، سكرها رغم زيادته إلا أنها مُرَّة بدونك، خاوية طاولتها ممن يشاركها إياها و كأنك كنت خير جليس يؤنس صباحها…
عبرات تسبق حروفها و هي تكتب لك اليوم…
هل تعلم أنها تتقصى أخبارك؟!
رُغم أنك ظننت لوهلة أنها لم تعد تتذكرك…
رأتك معها تتشابك أطراف الأنامل و ابتسامتك منطفئة؛ لعلك لم تكن سعيدًا لأنها لا تماثل قبضة أناملك لكفها عزيزي، أو أن من كانت معك ليلتها تعمدت أن تؤلم فؤادها لأنها رأتها تتربع على عرش أحداق عينيك؛ فالغيرة تفعل ما هو أشد؛ فقررت أن تتخذ ذاك الوضع لأجل أن تُريها أنه ما عاد لكِ مكانٍ بفؤاده، وارحلي إن شئتِ!
لا تعلم حينها لما لم يدع يدها و يمضي؟!
ربما لكل شيء عُذر، و ها هي عادتها تلتمس لك الأربعون عذر…
سرتها في نفسها و تكبدت عناء اخفاء لوعتها و احتراقها، ومضت تدعو أن يفرغ ربها صبرًا على فؤادها المهتريء…
تسعى لأن يمضي الوقت سريعًا لتذهب إلى نومها كل مساء ؛ فالنوم ملاذ سجناء الحياة و الأفئدة…
كنت خير من قيد فؤادها، و أصبحت أسيرتك!
تهرب إلى عالمٍ آخر تراك فيه لها وحدها، لتستيقظ من جديد تمضي وقتها لأجلك و إذ بحروفها كلها تكتب لك:
“كم اشتقت إليك!”
خُنت عهدك معها …
لكن فؤادها أبى الفراق…
فـ يا ألمها إلى أن تلقاك…
#البائسة
#بقلمي
#مياده_عادل_المكاوي