لم أحظي بشئٍ من هذا العالم , سوي فتاتهُ
حجره صغيره كانا والداي يدعون دوماً دفئها رغم الرطوبه التي كانت تأكل جسديهما كما أكل الطير من رأس المصلوب!
اذكر أيضا أن حظيت ببعض التمرد الذي جعلني أرفض
أن تمنهج حياتي وفق هذا القدر البائس
ليس كفراً مني ولكن هاجساً ما بداخلي كان يخبرني أن الله القوي لن يمنح نفخة من روحهُ لمخلوقٍ ضعيف
كنت أكره أن أكن هذا المخلوق الضعيف الذي أتي به رحم الكون
ليستقر كالأبله يناطح الماضي ويسرد تفاصيل العناء
دون أن يحظي بدلائل أو إشارات لمستقبل أكثر وفرة ونعيماً ودوماً ما كنت اسأل
لما لا أعلم الغيب ؟
ولأنني أعتدت جهاد نفسي فكنت اكبح جماح عقلي الذي تراوده تلك الظنون
إلي أن استسلمت نفسي ولم تستطع معي صبراً..
ضربت مسالك الغيب, وحدي بدءا من فنجان قهوه بحوزتي مروراً بصاحبات الودع وقارئي الكفوف
حتي العرافين وكاشفي الطالع وفاتحي المندل .
لم اترك طريقه إلا وساقني لها شغفي لكشف دروب أيامي القادمه .
حتي مطالعة الأبراج وحظك اليوم كنت أتابعها بصفه يوميه..!
فتحت لنفسي باباً لم يغلق انها بوابة الجحيم التي تركت أنياب تنينها في جسدي حتي التهمني!
تشابهت نبؤات الجميع… كأنهم تحالفوا ضدي” تفاصيل البن وخطوط يدي وثرثرة الودع “جميعهم اخبروني بنهايه قريبه وموت بمرض لعين غير معروف..
. والحقيقه أنهم صدقوا تماماً
قد أكلني حقاً المرض… ولكن ليس مرض الجسد.
انه مرض الوهم يا ساده
إنتظار الموت أيضا مرض اكل من روحي قبل جسدي
حبست نفسي وتركت عملي
ورفضت الطعام حتي نحل جسدي وقلت مناعتي ووهنت قواي وظن الجميع أنني أعاني مرضاً خبيثاً
والحقيقه هي أنني أعاني من روحٍ خبيثه لم تظن بالله خيرا ليأتيها قدرا طيبا..
بل ظننت ان قوتها في معرفه الغيب ورسم الاقدار علي أهوائها..
أدركت وقتها ان الغيب لا يعلمه إلا الله وان ما أصابني من لعنه هو ما ساقتني نفسي إليه لأنني تبنيت وهم المرض والموت وبقيت ارعاه بخوفي كل يوم كما أرعي طفلاً وليداً.
وأنني بنفسي منحت الدجالين والمدعين مفاتيح خوفي ونسيت ان مفاتيح الغيب بيد من خلقني وأودع نفخته
بجسدي
بسم الله الرحمن الرحيم
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ…”
“صدق الله العظيم”
تمت