اتذكر طفولتي و فرحي بالبالونات
كنت دوما اتساءل لماذا تسقط ارضا و كنا نرسمها في حصة الرسم جماعة او فرادى تطير في السماء
لم اكن وقتها سمعت بالهيليوم … حتى حين سمعت لم يدرك عقلي الصغير الفزياء التي تدير الامور
كنت اجري وراء البالونة اعيد ضربها لاعلى كلما سقطت لتبقى محلقة لأتشبه بالاطفال في الافلام الاجنبية الذين لانت لهم الفزياء و خضعت لرغباتهم البالونات
فهي في طيرانها الحر مربوطة بخيط متين
عندما كبرت ادركت حماقتي
انا … مالك البالونة … و المتحكم الوحيد فيها …و مهما القيتها تسقط بين يدي
كل هذه الملكية الغير مشروطة اتركها بنفخات من الهيليوم تطير … لم اكن ادري وقتها اين مصلحتي الشخصية و اعجبني شكل الطيران و ليس بيدي خيط يمسكها
احدهم -طفلا ما -ادرك تلك الحقيقة … فلم يدع للبالونة اي مجال للطيران الحر … كتم كل الانفاس الحارة و اصوات الهيليوم المضحكة
برغم انه كان لزاما عليه بذل جهد كبير ليوحي للناظر من بعيد ان البالونة تطير … يضربها و يضربها ثم يضربها … يجري يمينا و يسارا ليقنع كل من حوله ان يضربوها معه … يطلب منهم حمله على اعناقهم لتعلوا قامته و يديه فيضربها اعلى و اعلى
هو يدرك ان الخيوط بالية و الاطفال قاسية و العيون دانية فلا مفر من العبث
انتهى مقال البالونة
اما عن الانتخابات اعتذر للقارئ العزيز فهي سجع لعنوان المقال للفت الانتباه
و للمهنية طالما ذكرت الانتخابات يجب ان اتحدث عنها قليلا
و تلك الايام هي ايام العرس الديموقراطي لانتخاب الرئيس السيسي لفترة رئاسية قادمة … هو رجل المرحلة بحق لم ارى غيره احد
مرت اربع اعوام في حكمه … عام وراء عام يتجلى للناظر مقدار حكمته و اخلاصه و تفانيه
تحية له و تحية للقائمين على الانتخابات لوعيهم و تفانيهم و مجهوداتهم الجبارة للحفاظ على الشكل الديموقراطي في العرس الديموقراطي