نرى فى وجوهنا قد بنيت سدوداً تحول بيننا وبين ما نأمل فيه او نحلم لأنفسنا او لبلادنا، وتهب رياح الاحداث وترمى بنا فى نواحى لم تكن فى حسباننا او رغبتنا أطلاقا، البعض لديه القدرة والارادة ان يعود ويحاول فى التجارب مرة أخرى، وهناك أيضاً من يعكف على فهم ذاته فقط حالماً بالتغيير، فى كل الاحوال علينا أن نستوعب الفكرة التى ربما ترفض عقولنا لاقتناع بها؛ أننا من البداية لم يكن لنا نصيب من التأهيل الكافى الذى يجعل بمقدورنا ان نكسر معادلات المنطق والمفرض علينا وعلى بلادنا.
كانت حياة الغالبية الساحقة من جيلنا تنصب فى روتين الواقع المصرى والعربى وتسير مع الأخرون دون تأمل وتهاب النظر الى الأفق البعيد خشية او الحديث فى اللامرغوب فتكون تحت طائلة قانون الأقوياء، أجيالنا ولدت ونشأت بين نظريات متناقضة وأتهامات اى دعوة للتفكر بأنه انحراف عما وصى به الاجداد فضلاً عن التجهيل ودعم صغائر الامور ان تنتشر فى عقولنا وسطور كتابات كبارنا.
لذلك وأكثر علينا ان نواجه الحقيقة، بأن الامل الباقى فينا وفى بلادنا يكمن فى أطفالنا الأعزاء الذين يتواجدون حولنا ونحن ربما لا نلقى لهم بالاً، من أدبيات العقل النظرى العربى ان أطفال اليوم هم شباب الغد ورجال المستقبل، ولكن تلك القاعدة للأسف فرغوها من مضمونها تماماً ولم تعد تقال الا للمزايدات او المتاجرة احيانا، أذن كنا نرغب فى مستقبل مختلف عما قد صنعناه فهم اطفالنا، علينا ان نلقنهم مباديء الأحترام والأرادة فى العمل الجاد الشريف، ان نودع فى أطفالنا رصيداً كافياً من المعرفة والثقافة يمكنهم ان يستخدموه فى حياتهم المقبلة، أطفالنا اليوم يشاهدون ما نحن فيه وفيما كانت خطايانا جميعا وما نتالم من أجله ، لتكن أهتماماتنا بان نجعلهم فى اولويات أصلاح ذاتنا، الأطفال هم نبتة طيبة، بأيدينا ان نحميها من اى خطر ونمدها بالخير حتى ترد الينا مستقبلاً.
الأمل فى اطفالنا، وفى أطفالنا الأعزاء أمل كل واحد فينا، أنظر الى طفلك وأعـلم انه جزء من مستقبلك أنت ومستقبل بلادك؛ فلا تتركه صيداً سهلاً لأى أنحراف او تطرف، خير تعويض لنا على ما أخفقنا فى تحقيقه هو ان نضع جهدنا وعملنا وتفكيرنا فى مستقبل أطفالنا، فإن صحت حياتهم ومستقبلهم كانت حياتنا ومستقبلاً حافلاً بالنجاح الذى نتألم الأن بحثاً عنه .. تذكروا، أطفالنا هم أملنا الباقى فى بلادنا.