أعتقد أنه لم تكن مفاجأة لنا على الإطلاق .. إعلان تيريزا ماى رئيس وزراء وبريطانيا عن الإحتفال بمناسبة مرور 100 عام على وعد بلفور “المشئوم” -2 نوفمبر 1917- الذى أصدره “بلفور” وزير الخارجية البريطانى فى ذلك الوقت بمنح اليهود حق إنشاء وطن لهم فى فلسطين العربية .. ولا يعدو الإعلان عن تلك الاحتفالات سوى إحياء للفكر والحقبة الإستعمارية التى عانت منها شعوبنا بالقرنين التاسع عشر وحتى أواسط القرن العشرين، وتأكيداً لتحالف الاستعمار العالمى “القديم والحديث” مع الصهيونية العالمية واستمرار هذا التحالف فى تنفيذ مهامه وخططه الرامية لتزكية الصراعات الإقليمية “الطائفية والمذهبية والعرقية” فى منطقتنا تمهيداً لإعادة تفتيت وتقسيم الدول “المُقسمة أصلاً” إلى دويلات صغيرة من خلال (سايكس بيكو) جديدة يشارك فى صناعتها وإقرارها تلك المرة العديد من حكام المنطقة التابعين.
إن استمرار صمت وتواطؤ الأنظمة العربية تجاه تلك الممارسات والتحالفات الاستعمارية الصهيونية برعاية أمريكية بمثابة تنازل منهم عن الحقوق العربية وأخصها الحق العربى الفلسطينى فى أرضه ووطنه والتخلي عن عروبة القدس وتجاهل مكانتها وقدسيتها لدى الشعب العربى بمسلميه ومسيحييه.
إن مرور مائة عام على ذكرى إعطاء من لا يملك “الإنجليز” وعداً بأرض فلسطين لمن لا يستحق “اليهود” يجب أن يعيد إلى ذاكرة الأمة حقوق مسلوبة “كُرهاً” ويُحيي ويَستنهض لدينا حق المقاومة ضد المشروع الاستعمارى الصهيونى بكافة أشكال المقاومة، وأن يتم التعامل والتقييم للأنظمة العربية الحاكمة على أساس الولاء للثوابت الوطنية والقومية.
عاشت المقاومة العربية سبيلاً وحيداً لاسترداد الأراضى والحقوق المسلوبة .. والمتنازل والمسكوت عنها.