يتجسد الظلم في أوضاعٍ يمكن أن، يصنفها البعض كونها مسلمات..و يصنفها بعضٌ آخر كونهاضبابية مرحلة ..نتجت عن ضغوط و مُلِمات بالوطن !
تلك هي الحالة التي نندفع بها في إتجاهٍ لم يكن لنا خيار فيه ..ولم يكن لرئيس دولة ..تفاني وبذل مافي وسعة حتي يحقق المنتهي في قدراته و طموحه العسكري و المدني ..والذي ..لا شك في تَمَيُزة.
الحشد هنا وهناك…والإنفاق هناك وهنا..يزيد من الإحتقان لدي العامة..حيث يرتاد المنصات رجال مرحلة إتفقنا سلفاً ..أنها كانت عبأً و تجاوز في حق المواطن المصري..حيث إنتشر فيها الفساد و الإفساد ..وبُذرت فيها بذور التوريث ..ورسخ مفهوم غياب العدالة الإجتماعية بين أفراد المجتمع لدرجة…جد خطيرة..أفشت الأنانية وأضعفت الهوية!
الآن…ونحن علي مشارف إنتخابات رئاسية ..سوف تُؤَرَخ تفاصيلها…لتضيف إلي ثورتين عظيمتين ٢٥ يناير ، ٣٠ يونية مصداقية..ولشعب مصر إحتراماً بين شعوب ترصد وجهتنا و تثمن ثورتنا.. ثورة كانت حلماً.. بالحرية والعدالة والكرامة الإنسانية..أثق ..أنه لم يكن إرتجالاً ..ولا توجيهاً كما يزعمون..ولم تكن النتيجة وعاءاً خاوياً..بل حصلنا علي رئيس مميز شاركنا الحلم ..وبذل الكثير..الذي يمكن أن يشرف وطناً و يُعلي من شأن قيادة..ويُنقش حفراً علي جدار التاريخ.. لكن مايحدث ..الآن.. شئ يعود بنا إلي لا شئ..ويطمس كل ماتم إنجازه وما يتم !
أضحي رجال وسيدات لجنة السياسات وأربابهم وذويهم وأشباههم…يتصدرون المشهد…و يحشدون لإنتخاب الرئيس..ويتقلدون المناصب تبادلاً وترشيحاً لبعضهم البعض…فلم يتركوا منفذاً إلا و ولجوا فيه حتي جروبات المجتمع المدني ..تلك التي كانت أمل المواطن في الشارع ..تسمع إستغاثته فتخاطب التنفيذيين وتطرح البدائل…للأسف باتت تحت السيطرة…بعد إفراغها من أهم عناصر نجاحها ..عضوية وأهداف…؟
وبعد أن وجد البعض ..ممن يُطلق عليهم (أدمن الجروب) ..أن بعض التنفيذيين يجندونهم للحشد ويضعونهم فوق المنصات ..ليعودوا ..مرة أخري لتلميع التنفيذيين والترويج لهم ..بطرحهم علي السياسيين أصحاب القرار…. المرابطين بالجروبات بحثاً عن أطروحات الراصدين وإقتراحات النابهين منهم و الراصدين المُلمين ببواطن الأمور !
ومن ثم..يعود التنفيذي..ليبادلة إياها بمنصب..أوترشيح لمصلحة ! !
وكما حدث ويحدث…التنفيذي الذي يقع تحت وطأة محدودية قدراته الإدارية و سطحيتها…بعد أن يكون قد كرس مجهوداته في خدمة مساندية وأعوانه من النواب ورجال المجتمع المدني وبعض التنفيذيين..(تبادلاً و مجاملة ) و بعد أن أصبح له أصواتاً تلهج بحمده وظهيراً لاغني له… عن خدماته….يدافع عنه بإستماته.
بات المواطن الأعزل…لاحول ولاقوة ..له.. إلا بالله…ولاسيما أن الشرفاء يمتنعون ..فيما يلهث المرابطون خلف الفرص والمصالح!!
ويبقي الوضع علي ماهو علية…مابين إختزال حقوق ..وضياع فرص ومواهب ..وإهدار كوادر .
..وعدم قدرة علي إستيفاء المواطن الحد الأدني من الخدمات العامة.. الصحية..والتعليمية…إلخ بكرامة ودون حاجة إلي واسطة. .
ما أود طرحه…سيدي الرئيس يتلخص فيما تعلمه ..ونعلمه جميعاً.
إن القليل الذي يفصلنا عن إستحقاقنا السياسي…يُمثل تاريخ وطن ..ويُمثل ميزانية شعب لديه حاجات مُلِحة…بدرجة ..بات فيها رفع شعار التقشف الحكومي…دون المساس بالمواطن! ضرورة، وأضحي وقف نزيف النفقات علي المؤتمرات الحاشدة وما يتم تخصيصة للتكريمات..بعدما أصبحت أسباب عزوف و إحباط العامة من الشعب..
فيما يتم تجميع ودعم من يقفون بثبات ..ويعرفون الهدف ..ويرغبون في إستكمال مسيرتهم…!
فضلا ً..عن كوننا أمام..ترشيح أوحد! فتلك حقيقة..وهذا واقع..وهنا يكون التساؤل ..ماحاجتنا إلي مؤتمرات وحشود ؟
سيدي الرئيس..يكفينا قرارات تمسح علي قلب المواطن..بإنصاف حقوقه..ووقف نزيف الإنفاق ..و إفشال تربيطات تمت بين فاسدين و(مطبلاتية ) وفض تشبيكاتهم ..مع من إعتلوا المنصات وتقدموا الصفوف من رجال حزب الرئيس !
فليس من الإنصاف أن نمنح رجال نظام إتفقنا سلفاً علي ماهيته ..وتشاركنا دروباً..وضحينا بدماء غالية للإفلات منه..ثم نسمح له ولأشباهه بأن يعلمنا كيف نكفر بثورتنا ..وكيف نحشد لدعم رئيسنا؟
فهل يُعقل..أن نترك ..نحن.. (شعب وقيادة)..تلابيبنا..بأيديهم..ونسير معهم إلي صناديق الإنتخابات !؟
……
وإن حدث ذلك…ماذا بعد !؟