جدارية فسيفساء اتقنت رص منمنماتها، و إختيار ألوانها.. صافية كما السماء و هي سرمدية الألوان، أحمر نابض قلبها دافيء كشعاع الشمس حين تشرق في الأجواء، لوحة نابضة بالجمال تعلو خديها حمرة خجل و شفتاها عسل دوعان.
تأملها عمرا”، خرج عن صمته، همس لها أحبك.. عانقت دموعها كفيه، إجتمعا ليصنعا جدارية حياة. تمر سنوات العمر، راغب هو عنها الآن بين ذراعيه تشعر بالغربة، أنها إمرأة من دون وطن، من دون عنوان!
سألته هل لها أن يتركها؟ يحرر قلبها من حبه؟
لم يرغب في أن يتنازل عنها بعثر فسيفساء. روحها، حطم جدارية حبه لها، أحلامها، ضيق الخناق وتحكم؛ عادت إلي فانوسها السحري تستنجد به، لكن بعد فوات الآوان.. ففي القبور لا تفتح الأبواب ولا يسمع إلي أي سؤال رد أو شافي جواب.
أصبحت لوحة إمتلأت آلوانها بالأسود وأختفت من حوله باقي الألوان! ؟إستكانت في ركن بعيد للحياة، لملمت ما تبعثر من فسيفساءتها وراحت تغير و تعيد الرص و الألوان. كلما اكتمل لونا” تجددت فيها الحياة.. شيئا” فشيئا” حتي نظمت جداريتها الخاصة بها وحدها، جبرت و رممت روحها من بعد الإنكسار.
#داليا_بدوي