كم أقنعت نفسها أن تكف عن التقليب فى صفحات الوجوه، وانها لم تعد مرايا للنفوس.. ولن تجني سوي الخيبات من سبر أغوار الأنفس..
كم تسألت عن كيفية جعلها تتوقف عن فرك فراستها لتثمر عدم، فراغ .
ليتها تتوقف عن عصيانها وتقبل أن تمنحها قناعاً يخفى وجهها الذاهل أو ابتسامتها الباردة حين ترى تلون البشر..
تسألت متى ستجزل في الغباء و تتوقف عن جمع الأحاجى وحلها ومن ثم تهدي نفسها صدمة تلو الأخرى.
و علي هامش هذه المشاعر فمن الذكاء أن لا تظهر ذكاءك دائما في كل الأوقات بل سيكون من الذكاء أن تبدو غبيًا في بعض المواقف !!
ذات زمان يُحكى أنّ ثلاثة أشخاص مظلومين حكم عليهم بالإعدام بالمقصلة،هم (عالم دين – محامي – فيزيائي) وعند لحظة الإعدام تقدّم ( عالم الدين ) ووضعوا رأسه تحت المقصلة، وسألوه: هل هناك كلمة أخيرة توّد قولها؟
فقال ( عالم الدين ) : الله .. الله.. الله .. هو من سينقذني وعند ذلك أنزلوا المقصلة، فنزلت المقصلة وعندما وصلت لرأس عالم الدين توقفت.. فتعجّب النّاس، وقالوا : أطلقوا سراح عالم الدين فقد قال كلمة الله، ونجا عالم الدين.
وجاء دور المحامي إلى المقصلة..
فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟
فقال: أنا لا أعرف الله كعالم الدين، ولكن أعرف أكثر عن العدالة ، العدالة ..العدالة ..العدالة هي من ستنقذني، ونزلت المقصلة على رأس المحامي، وعندما وصلت لرأسه توقفت..فتعجّب النّاس، وقالوا: أطلقوا سراح المحامي، فقد قالت العدالة كلمتها، ونجا المحامي!! وأخيرا جاء دور الفيزيائي ..
فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟
فقال: أنا لا أعرف الله كعالم الدين، ولا أعرف العدالة كالمحامي، ولكنّي أعرف أنّ هناك عقدة في حبل المقصلة تمنع المقصلة من النزول..
فنظروا للمقصلة ووجدوا فعلا عقدة تمنع المقصلة من النزول..
فأصلحوا العقدة وانزلوا المقصلة على رأس الفيزيائي وقُطع رأسه.
و الخلاصة أنه من الأفضل أن تبقي فمك مقفلًا أحيانا، حتى وإن كنت تعرف الحقيقة، ” فالسمكة التي تبقي فمها مغلقا” تنجو من الصيد. ”
من الذكاء أن تكون غبيًا في بعض المواقف !!
ولذلك لقول الإمام الشافعي :
العاقل، هو الذكى المتغافل.
دمتم بخير متغافلين غير غافلين.
#داليا_بدوي