بعض الشموع تنشر سنا ضوئها في المكان، تغمض عينيها، تحاول النسيان، تتساءل بينها و بين نفسها، لماذا أصبحت أكثر حساسية مشاعرها الأن؟ و لما أصبحت أقرب إلى النزول دموعها؟ سريعة الغضب هي، متدفقة الانفعالات؟ هل السبب هو ذلك الإشتياق؟ تحاول الهروب يسيطر على قلبها و عقلها هذا الشعور، تقرر أن تستسلم لغفوتها، أصوات موسيقى تتعالى، دفء ينتشر في الأرجاء، بوابة تفتح، تدلف منها! غير مهتمة بما وراء الأبواب..
يربت على كتفها، يضع يده على رأسها يرتل كما كان يرتل؛ نفس الصوت يردد نفس الأيات، ينتزع منها كل مخاوفها، أحزانها، وألامها، يتلاشى حتى البرد من أوصالها و يملأ الدفء قلبها، يعاود باب الواقع ليفتح من جديد؛ فى أزيز مزعج تقشعر له الأبدان، ينتزعها من حلمها؛ كالجنين أخرجوها من رحم حلمها لتولد فى واقعها المرير مرة أخرى، ذلك الواقع من حولها حيث المحيطون يكذبون بطلاقة، يحترفون أرتداء الأقنعة فى يسر، تتحمل و لكن داخلها يرفض هذا الواقع، تغمض عيناها ، يأبى حلمها أن يطاوعها ، يعاندها؛ ويؤرق منامها، تتقلب يٌمنة و يسارَ عله يستجيب، تلملم مشاعرها؛ يجاهد النوم عينيها حتى يستسلم وتذهب في ثباتٍ عميق، تجد نفسها تلبس أبيض فضفاض؛ ما أجمله من لون بنقاء قلبها القديم، تمد يدها إلى السماء تتلمس النور تغتسل به، تملأ قلبها من سناه، تعانق نسمات الفجر، تستفيق.
كم نحتاج إلى بوابات لأحلامنا كل ليلة، ندلف منها إلى عالم الخيال الجميل، بوابات تفتح فتمدنا بالدفء وتمنحنا ما نحتاج من الأمان، نلتقى فيها بالأحبة، نقصد دفء قلوبهم و سنا نورهم، كنز هي محبتهم نواريها في مخيلاتنا، وبعد أن تفتح بوابات واقعنا نعود و نرتد في الصباح فنحتمل بجلد ذلك الواقع المرير.
ألا ليت بوابات الأحلام تفتح و لا تغلق إلى حين !
#داليا_بدوى