كنت بخير حتى سعقني رؤية ذاك المشهد الصادم “فتاة عشرينية كانت تمشي أمامي بتدلل وترتدي بنطال جينز ضيق مقطع وكنزة شفافة بدي تكاد تخنقها لمدى التصاقها بالجلد ،وشعرها مسدول على كتيفيها .”
قلت لنفسي : صدق جدي حين قال ذات يوم : ” هذا جيل ابناء الخدامات ..جيل الهدامات ”
حقاً جيل تافه عابث لا يدري أبواه عنه شيئاً ولا أي مشرب يهوى ولا أي طريق يسلكه بالأيام ولا أي معنى يملكه للحياة
لكن المفاجأة كان وقعها علي كالطامة الكبرى عندما أصبحنا بنفس المسافة ، فلم تكن من تمشي أمامي فتاة بل شاباً فقد كل ملامح الذكورة لديه بلا شارب ويمضغ العلكة بكل صفاقة وميوعة
يا إلهي.. ! هل حقاً هذا هو الجيل الذي نعوّل عليه لنصرة العروبة المهدورة ؟
هل هذه الموضة السخيفة المصدرة من الغرب لجيلنا دليل التأصل والتحضر وغاية للنهوض بالأصالة والتحدث بثقافة عالية مواكبة للتطور بالعصر الحديث .
ماذا عساي أقول لأواسي نفسي ؟
إذا كانت الأم الجديدة هذه الأيام ملتهية بمواقع النت و جل اهتمامها زياراتها للجارات فتتفرغ للقيل والقال وتغوص بحفرة البذاءة اللفظيه وأطلاق الفضائح بحق من لا يسير وخطاهن الأناني على درجات الانحدار الأنساني في الصفاقة والتمختر والرياء بمجتمع التفاهة ، فلا وقت لديها لتربي أطفالها وتراقب ترعرعهم بالبيئة الملوثة روحيا وجسديا.
وكذا دور الأب يتداعى بمكانته مغمورا حتى الغرق بعمله وتأمين مصاريف المعيشة الضنكة أو يدخل دوامة الرجولة العصرية ويمتهن التلاعب والمصاحبة للنساء ء فيتمرد الجيل الناشىء على الأهل ويلغي وجودهم في تصحيح ما يفسده العطار فلا يصلحه الزمن .
فيعيش أولاد هذا العصر الحديث ضائعين بين أصحاب سيئين واهتمامات بالية وواقع في الحضيض ينزع عنهم الفكر والاحساس ويعدم ايمانهم فيضطربون مزاجياً وعاطفياً فينتقمون لا شعورياً على طريقة تعامل الأهل معهم ويتبنون مفهوم الحرية اللغط المنحاز للغرب شبراً بشبر وذراع بذراع فيقيسون كل شي يخصهم بباع الضياع والانحطاط الأخلاقي .
يكاد الشرر يتطاير من عيني ما هذه النماذج التي نراها تستبيح طرقاتنا وتؤذي المناظر المنعكسة لدواخلنا لقبحها واشمئزاز ما تظهره من اغواءات ومغريات مميتة للآدمية تتخذه الموضة العصرية من الجينزات المقطعة والمبلولة والأوشام المشوهة للخلق والحلق الموضوعة على الانف والتسريحات الفضائية بين سبايكي وجاكسون و صبغات بألوان قزحية تتقافز أمامنا ، ولا يغفل عنا أشكال الحجابات وألوانها الفاقعة ولبس الكاسيات العاريات والرؤوس البخت المنتشرة هذه الأيام والتبرج المتكلف وكأن الفتاة في يوم عرسها تعرض نفسها كبضاعة مزجاة للسفهين .
أقف مذهولاً لماذا هذا الاسفاف بالستر والرعونة والميوعة الشائعة بين أفراد الجيل الجديد ذكوراً وإناثا ولما هذا التهاون بالحرية الحقيقية للذات .
عزيزتي أيتها الفتاة المنسية تحت زحام رايات التحرر والتحدث والارتقاء الغربي ! أتعلمين أنكِ تهينين نفسك بسفورك وخلعك رداء الحياء وانتهاكك حدود الستر والحشمة تخلفاً ورجعية فهم لم يجعلوا هذه الموضة السخيفة إلا ليوقعوكِ بشباك تقليدهم الأعمى ويشبعون شيطان الهوى لاستدراج هلاككِ وغيكِ.
عزيزتي هذه مقولة العقاد ضعيها حلقة بأذنيك ولا تسقطيها من قاموس فكركِ : (أن الحجاب الإسلامي لا يعني الحبس ..وإنما يمنع الغواية ..فلا حجاب إذاً في الاسلام بمعنى الحبس ..ولا عائق فيه لحرية المرأة حيث تحب الحرية وتقتضي المصلحة ..وإنما هو حجاب مانع من الغواية والتبرج ..وحافظ للحرمات ولآداب العفة والحياء ).
وأنت أيها الشاب كفاك عبثاً ولهواً ،فقد يضيع عمرك على ملذاتك وشهواتك وغرقك ببوتقة الأمعة المنقادة للغرب الماص لطاقتك وفكرك بسقوطك بمستنقع الرذيلة والانعدام لرجولتك وتجبنك حتى التعفن.
لحظة لم انتهي بعد !
أترون مثلي أن الموضة أمست ملتصقة بالمأكل والمشرب والتعاملات ،فهذه طرود الأندومي تكاد تكون المفضلة لأولادنا وهذه الشيكلس يلوكها الصغار والكبار بطريقة تصدع الرأس وتهوي به بالقرف والملل.
حتى الفكر والاهتمامات الأدبية أخجل جداً أن أصفها بالأدب والثقافة ،فما هي إلا غوغائية وضجيح اخلاقي بعيدة كل البعد عن كل ماله علاقة بالأدب المبدع الراقي فلا هو مسمى بشعر ولا نثر ولا حتى خواطر.
فمن الجيل العشرييني من يبحث هائما بين كتب اللهو والتسلية وروايات العلاقات الغرامية بتعابيرها الإباحية التصويرية الفاجرة منقولة على الورق فتعمل كالرصاصة القاتلة لأدمغتهم ويلهثون وراء الاغراءات الكلامية ،معمين البصر و البصيرة وضاربين بعرض الحائط الكتب القيمة والروايات بالستينيات بعبقريتها اللغوية وفائدتها الأخلاقية والروحية
ألا تباً لموضة هذه الأيام !
ألا تباً لمن اخترعها ونشرها ومدحها !
ألا تباً ..لواقع مريض بالتقليد ..فلم أعد بعد الآن بخير !
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.
الثلاثاء, أبريل 23, 2024
آخر الاخبار
- سلة زعيم الثغر تواجه الزمالك في قبل نهائي كأس مصر يوم 30 إبريل الجارى
- مجلس الصيد يكرم فريق مواليد ٢٠٠٩ لكرة القدم
- مصيلحى ينظم رحلة للجماهير لاستاد البرج
- رحلة لجماهير الثغر.. لمشاهدة لقاء الاتحاد السكندري و الإسماعيلى بإستاد برج العرب
- سموحة جاهز لمواجهة بلدية المحلة الهداف احمد على امين يبحث عن فرصة للمشاركة
- اطلاق اسم السباح نبيل الشاذلي علي مجمع حمامات السباحة بالنادى الاوليمبى
- فيوتشر يتخطى فاركو بهدفين ويصعد للمركز الثامن
- فوز فريق الاتحاد السكندرى ٢٠٠٧ على الزمالك بالقاهرة ٢-١
التالي احمد النجار يكتب: منحوس