هو ذلك الضعف الذى يفوق قدراتنا ،يضعفنا ،يوهن فينا ،يفتت أرواحنا، يقتات على مشاعرنا و أجسادنا ، كلما أزدادنا وهناً إزداد قوة ، شيئاً فشيئاً يتحول إلى وحش يترصدنا ،عدو شرس يتتبعنا ،إنه الخوف ذلك العملاق الذى يتسرب إلى عقولنا ، يسيطر على خيالنا ، يؤثر على تصرفاتنا ويغرس فى قلوبنا الضعف ، الريبة و الشك ، يزرع فى دواخلنا ظلام حد الموت ، ينخر فى أجسادنا ليهدمها و ما على هذا الخائف إلا أن ترتعد فرائسه و ترتعش أطرافه و يتلعثم لسانه ، فى حالات حتى و إن كانت نادرة يكون هو شيطانه المسلط الذى قد يدفعه للإنتحار .
لا مفر من الخوف ذلك القبيح الساكن فى أكثرنا ، كلما حاولنا الهروب أو الفرار.. يضيق الخناق ويتتبعنا بلا هوادة وإذا استسلمنا و أرتضينا الإنهزام أمامه نصبح كقطعة الحديد و المغناطيس تنجذب إليها مخاوفنا فتتعاظم و تضعف قوانا و تخور، نصبح غير قادرين على المواجه.تتدلى رؤسنا و كأنما أصابتنا خيبة أمل ، نهبط بلا صعود ، نتوارى بلا مواجهه. يملؤنا الشك و الريبة ، نتخلى عما نؤمن به ، فى كل مرحلة نشعر و كأن الموت يواجهنا و يحاوطنا من كل جانب ، لا يستطيع هنا أن ينقذنا سوى شعاع للشمس يوقظنا من ظلمة مخاوفنا ، أمل جديد نتعلق به و نسعى لكى نحققه ، فإما أن يهزمنا فتعاودنا مخاوفنا أو ننتصر عليه و نهزم و نكسر ظلمتنا ، نبض للقلب زائد يحفزنا وقد يكون سهم قاتل أو مسموم فيقتلنا ، تلك هى الحياة ما بين خسارة و إنتصار وجب علينا أن نحيا .
نؤمن من أعماقنا أن لا ظلمة تدوم و لا نهار يبقى للأبد ، لذلك يجب أن نتعلم أن نتقوى على مخاوفنا ، نتقرب من أحبتنا نستمد منهم قوتنا ، نشحن دواخلنا بالحب و نضيىء ما حولنا بأنوار المعرفة ونتلمس كل قلب نابض بالأمان .نحذر كل ما هو سلبى من أشخاص أو أشياء و نبتعد عن كل ظلمة كراهية يمكن أن يزرعها موقف أو أحد فينا.
نبدأ بإنفسنا ..لا نجعل قلقنا يتحول إلى مخاوف لإنها بداية الإنهيار،ن قلق على أبنائنا ، نقلق من فوات العمر، نقلق من تأخرنا ، من الطريق، من عدم الوصول..يجب أن نتوقف و نردع أنفسنا ، هنا يكفى فأولادنا ربنا لهم حافظ و ما علينا إلا الرعاية و الإهتمام، و العمر سنجتاز مراحله و علينا أن نتقبل ذلك ، التأخير …إلخ
أنت بشر لك قدرات و عليك مسؤليات و لك حقوق .
كن وسطياً لتنعم بالسلام الداخلى.. أنزع مخاوفك عنك و هن صغار لإنك إن تركتهن تجبرن و تغولن و سيطرن عليك و أستعبدنك.
كن أنت ، كنت بسيط ، حلو الكلام ، نظيف القلب أنيق.
داليا بدوى